أدت رئيسة الوزراء الإيطالية الجديدة جورجيا ميلوني، اليوم السبت، اليمين الدستورية لتكون أول يمينية متطرفة تترأس حكومة البلاد منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
وجرت مراسم أداء اليمين، أمام الرئيس الإيطالي، سيرجيو ماتاريلا، في مبنى القصر الرئاسي، لتكون أول امرأة تتولى هذا المنصب في البلاد، متعهدة بأن تكون مخلصة للجمهورية الإيطالية وأن تعمل "من أجل مصالح الأمة حصرًا".
ووقعت ميلوني صاحبة الـ45 عامًا على التعهد، ووقع عليه أيضًا الرئيس ماتاريلا، الذي يعمل، بصفته رئيسًا للدولة، كضامن للدستور الذي تمت صياغته في السنوات التي أعقبت نهاية الحرب مباشرة، والتي شهدت زوال الدكتاتور الفاشي بينيتو موسوليني. كما أدى اليمين الدستورية 24 وزيرًا في حكومة ميلوني، 5 منهم من التكنوقراط، لا يمثلون أي حزب.
"تحديات كثيرة"
وانحازت البلاد المثقلة بشبح الركود الاقتصادي، واضطراب الجبهات الداخلية على وقع الحرب الروسية الأوكرانية، إلى أقصى اليمين باختيارها رئيسة حزب "إخوة إيطاليا" المتطرّف لتشكيل الحكومة، بعد الانتصار التاريخي في الانتخابات التشريعية التي جرت في 25 سبتمبر/ أيلول الماضي.
وقالت ميلوني بعد تكليفها: "اتفق وفد من قادة القوى السياسية في التحالف مع الرئيس، على ضرورة منح هذه الأمة حكومة جديدة في أقصر وقت ممكن، فنحن نواجه تحديات كثيرة على الصعيدين الوطني والدولي".
وتخلف ميلوني ثلاث وزراء حكومة استقالوا بدافع الأزمات الاقتصادية المتلاحقة في البلاد، التي خلفتها جائحة فيروس كورونا، والخلافات التي وقعت بين الكتل البرلمانية.
#جورجيا_ميلوني أوّل رئيسة للحكومة في #إيطاليا بعد فوز اليمين المتطرّف بالانتخابات التشريعية pic.twitter.com/2wsRGeVoBk
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) September 26, 2022
ويتوجس زعماء أوروبيون من توجهات ميلوني في الحكومة الجديدة، في ثالث أكبر اقتصاد بمنطقة اليورو، حيث تتعالى داخل الائتلاف الوزاري الجديد أصوات مشككة بعضوية الاتحاد الأوروبي. كما أن الاختلافات في مقاربة الحرب الأوكرانية تبدو واضحة، إذ طالت اتهامات زعيم حزب رابطة الشمال ماتيو سالفيني، ورئيس حزب "فورزا إيطاليا" سيلفيو برلسكوني، باتخاذهما مواقف متساهلة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ولتلافي حدة الانتقادات، بعثت ميلوني برسائل طمأنة إلى الحلفاء الأوروبيين، بأن لا شيء سيتغير، وبأنها تدعم موقفًا أوروبيًا موحدًا في وجه الحرب الروسية على أوكرانيا.
وتعكس قائمة الوزراء التي تضمّ 24 وزيرًا بينهم ست نساء رغبتها في طمأنة شركاء روما القلقين من وصول اليمين المتطرّف إلى السلطة في إيطاليا.
وعُيّن الرئيس السابق للبرلمان الأوروبي أنطونيو تاجاني من "فورتسا إيطاليا" وزيرًا للخارجية. وأسندت إلى جانكارلو جيورجيتي ممثل الجناح المعتدل في الرابطة والذي كان وزيرًا في حكومة ماريو دراغي المنتهية ولايتها حقيبة الاقتصاد.
أما بالنسبة إلى ماتيو سالفيني، فقد عُين نائبًا لرئيسة الوزراء، ولكن عليه أن يكتفي بحقيبة البنى التحتية والنقل، بينما كان يطمح لتولي وزارة الداخلية.