آلمت موجة الحرائق الأخيرة التي ضربت الجزائر مواطنيها، الذين عبّروا عن حزنهم وتضامنهم مع أهالي المناطق المنكوبة.
كما روّع هؤلاء مقتل الشاب جمال بن اسماعيل، الذي كان هبّ ـ بحسب المتداول ـ للمساعدة في الإطفاء فاشتُبه بأنه أحد مفتعلي الحرائق فانتهى به الأمر محترقًا على مرأى الحاضرين وعدسات هواتفهم.
وفيما أقامت مساجد الجزائر اليوم الجمعة، صلاة الغائب ترحمًا على أرواح الضحايا، انبرى نشطاء جزائريون يطالبون عبر مواقع التواصل الاجتماعي بـ "العدالة لجمال".. فتحول اسم الراحل إلى وسم نشط في البلاد.
"طلب العدالة ليس فتنة"
وكتبت فاطمة الزهراء مناع: "القصاص ولا غير القصاص، وإلا على بلادي السلام".
القصاص ولا غير القصاص وإلا على بلادى السلام #جمال_بن_اسماعيل #الجزايٴر_تستغيث #الجزائرتحترق
— Fatima Zohra Manaa (@FatimaZ46732874) August 13, 2021
وغرّد زكي على موقع تويتر، مؤكدًا أن على الناس عدم البقاء الصامتين، والمطالبة بالعدالة.
We hope to hear good news from justice and the Algerian state on this heinous crime that the animals are shy to do.The people must also not keep silent and demand justice or hear that Algeria has become a forest#justiceforDjamelBenIsmail #جمال_بن_اسماعيل#جمال_بن_سماعيل pic.twitter.com/WiFiqlNkNc
— 🇩🇿Zaki 🇺🇸 (@zakighost31) August 12, 2021
بدورها أكدت إيمان أن "لا بديل عن القصاص لحفظ ما بقي من إنسانيتنا تجاه أخينا جمال".
#جمال_بن_سماعيل لا بديل عن القصاص لحفظ ما بقي من إنسانيتنا اتجاه أخينا جمال رحمة الله عليه 💔
— imane ᴮᴱ⁷ (@Imanemek1) August 13, 2021
أما يوسف بشارف، فشدد من ناحيته على أن طلب العدالة ليس "فتنة".
👉Asking for justice is not "Fitna" 👉La demande de justice n'est pas "Fitna" 👈طلب العدالة ليس "فتنة"#justice_for_djamel#justice_pour_djamel_benIsmail#العدالة_لجمال_بن_اسماعيل#جمال_بن_سماعيل
— Youcef.Becharef (@YoucefBecharef) August 12, 2021
وكانت مقاطع مصورة أظهرت إقدام مجموعة من الأشخاص على إحراق الشاب جمال حيًا بعد اتهامه بإشعال حرائق في الجزائر، فأشعلت حملة استنكار وغضب شعبي عارم إزاء الحادثة.
وفتح القضاء الجزائري أمس الخميس تحقيقًا بالأمر، وهو ما طالبت به أيضًا منظمة العفو الدولية السلطات الجزائرية.
وجمال بن إسماعيل، الذي يعرف باسم "جيمي" ويبلغ من العمر 38 عامًا، هو فنان موسيقي ورسام. وظهر في أحد الفيدوهات وهو يقول للصحافة المحلية: "أتيت البارحة ليلًا، لم أنم لأتمكن من الوقوف إلى جانب إخوتي الذين قدّموا لي درسًا للتضامن والشجاعة".
قُتل وحُرقت جثته بعد اتهامه بإشعال الحرائق.. جريمة تهزّ #الجزائر ومطالبات واسعة بمحاسبة المتورطين pic.twitter.com/yVZySKnW9d
— أنا العربي - Ana Alaraby (@AnaAlarabytv) August 12, 2021
وانتشرت صور فيديو لـ "جيمي"، تبيّن تعرّضه للضرب على أيدي مجموعة كبيرة من الشباب، ثم تظهر فيه جثة تشتعل نارًا، ويقوم شبان حولها بتصويرها.
وقد أثارت هذه المشاهد سخط سكان مليانة، مسقط الشاب بولاية عين الدفلى، الذين عبّروا عن غضبهم من "الاعتداء الوحشي" الذي تعرض له جمال في منطقة الأربعاء ناث إيراثن، إحدى أكثر المناطق تضررًا من حرائق الغابات بولاية تيزي وزو.
هذا الغضب سرعان ما تحوّل إلى قضية رأي عام، تضافر الجزائريون إزاءها للتأكيد على ضرورة الاقتصاص من قتلة الشاب.
ضحايا ومشتبه بهم
يُذكر أن الحرائق بالجزائر تسبّبت في مصرع 71 شخصًا منهم 28 عسكريًا، معظمهم بولاية تيزي وزو بمنطقة القبائل شرقي العاصمة.
وأعلنت "الحماية (الدفاع) المدنية" الجزائرية اليوم الجمعة، إخماد كل الحرائق المندلعة منذ أيام في ولاية تيزي وزو، فيما لا تزال فرقها تكافح لإطفاء 35 حريقًا في 11 محافظة، بحسب بيان نشرته عبر فيسبوك.
#الجزائر.. ارتفاع حصيلة ضحايا حرائق الغابات إلى 71 قتيلًا pic.twitter.com/kGqZGJYgAI
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 13, 2021
وأمس الخميس، أعلن الرئيس عبد المجيد تبون، توقيف 22 مشتبهًا في إشعال حرائق غابات اندلعت في عدة ولايات شمالي البلاد، بالتزامن مع إعلان الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام، بدأ الخميس، على ضحايا الحرائق.