ناشد القائمون على إدارة المخيمات العشوائية على الحدود السورية التركية، المنظمات الإغاثية، بضرورة استبدال الخيم المهترئة قبل حلول فصل الشتاء، وذلك للتخفيف من المأساة التي يعيشها النازحون السوريون في هذه الفترة من كل عام، في ظل النقص الحاد في الخدمات الأساسية التي تعيشها مخيمات النازحين في الشمال السوري.
أما الآن، فلا حيلة أمام النازحين في ريف حلب وغيرها، سوى تدعيم خيمهم المهترئة بقطع من بقايا الأغطية والأقمشة البالية، علها تصمد عامًا آخر في وجه شمس الصيف، ومياه الشتاء.
ورغم اختلاف قصص التهجير وتفاوت المعاناة، يتشارك السوريون هم تأمين الخيام التي تغلبت عليها العوامل المناخية، حيث أشار تقرير لمنسقي الاستجابة في سوريا أن أكثر من مليون نازحٍ يقطنون خيامًا بالية.
كما تعاني معظم المخيمات من انعدامٍ لشبكات الصرف الصحي، وأن نسبة استجابة المنظمات في قطاع الأمن الغذائي لا تتجاوز الـ 35%، وفق التقرير. مع العلم أن نسبة وصول المساعدات الصحية تعادل 30% فقط.
2.5 مليون نازح يقطنون الخيام
ومن غازي عنتاب، يكشف المهندس سارية بيطار مدير "هذه حياتي" التطوعية أن عدد النازحين في شمال غرب سوريا، وتحديدًا في مناطق ريف إدلب، وريف حلب الشمالي والشرقي، يتخطى الـ 2.5 مليون نازح يقطنون في الخيام.
ويؤكد بيطار في حديث مع "العربي" أن كل مؤسسات المجتمع المدني العاملة في بناء القرى السكنية، لا تكفي لتأمين احتياجات المهجرين، فهي "بالكاد تكفي الآلاف أو المئات فقط".
وأضاف: "نحن بحاجة إلى قرابة الـ 5 سنوات كحد أدنى لبنائ قرى سكنية واستبدال الخيم التي هي مؤقتة ولا تخدم أكثر من سنة.. ولكن منذ أكثر من عامين لم تحصل مشاريع استبدال للخيم ليترك الأهالي ليتدبرون أمرهم بنفسهم".
تبدل الأولويات
وعن سبب تفاقم هذه الأزمة رغم وجود تبرعات أممية ودولية، فيلفت مدير منظمة مدير "هذه حياتي" إلى أن المنظمات الدولية لا تدعم بناء القرى السكنية، بحيث تنظر لها على أنها تغيير ديمغرافي.
في هذا الخصوص، يشير بيطار إلى أنّ دعم بناء القرى السكنية، يقدم فقط من قبل الأفراد السوريين المغتربين أو من منظمات المجتمع المدني الكويتية والقطرية والسعودية.
ويعتقد الناشط أن الملف السوري في ما يتعلق بالمساعدات الإنسانية أصبح "قديمًا"، حيث تبدلت الأولويات اليوم مع بروز الأزمة في أوكرانيا، إذ توقفت بعض المنظمات عن تقديم الدعم للسوريين لصالح الأوكرانيين.