الجمعة 6 Sep / September 2024

ناغورني كاراباخ.. باكو والانفصاليون يبدون استعدادهم لمتابعة المحادثات

ناغورني كاراباخ.. باكو والانفصاليون يبدون استعدادهم لمتابعة المحادثات

شارك القصة

نافذة إخبارية لـ"العربي" حول الجولة الأولى من المباحثات بين أذربيجان وأرمن ناغورني كاراباخ (الصورة: غيتي)
شدد كل من أذربيجان والانفصاليين الأرمن في ناغورني كاراباخ على ضرورة مناقشة كل المشاكل القائمة في أجواء سلمية، وأعربا عن استعدادهما لمواصلة الاجتماعات.

أبدى كل من أذربيجان والانفصاليين الأرمن في ناغورني كاراباخ استعدادهم لمواصلة المحادثات التي بدأت الخميس غداة إعلان باكو انتصارها في عملية عسكرية سريعة شنتها في الإقليم المتنازع عليه منذ عقود.

ووصفت الرئاسة الأذربيجانية المحادثات التي استمرت لنحو ساعتين في مدينة يفلاخ على بعد 295 كلم غرب العاصمة باكو بأنها "بناءة"، مضيفة أن اجتماعًا جديدًا سيعقد "في أسرع وقت ممكن".

وقال الانفصاليون في بيان: "شدد الطرفان خصوصًا على ضرورة مناقشة كل المشاكل القائمة في أجواء سلمية، وأعربا عن استعدادهما لمواصلة الاجتماعات".

ووصلت قافلة من السيارات السوداء الرباعية الدفع إلى مكان المفاوضات صباح الخميس، تلتها آلية يعلوها العلم الروسي وحملت لوحات تسجيل للجيش الروسي. بعد ذلك جلس ستة رجال يرتدون بدلات حول طاولة، بينهم ممثل ناغورني، ديفيد ملكوميان.

وأكد حكمت حاجييف مستشار الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف قبيل المحادثات أن باكو ترغب في "إعادة الإدماج السلمي للأرمن في كاراباخ، وتدعم أيضًا عملية التطبيع بين أرمينيا وأذربيجان".

40 ألف عائلة

تزامنًا، أعلن غيغام ستيبانيان رئيس الهيئة الانفصالية للدفاع عن حقوق الإنسان في ناغورني كاراباخ الخميس أن شوارع عاصمة الإقليم ستيباناكيرت "امتلأت بنازحين جائعين وخائفين" وذلك غداة استسلام هذه المنطقة الانفصالية التي تسكنها غالبية أرمينية لأذربيجان بعد 24 ساعة من المعارك.

وقال على منصة "إكس": إن "الناس يبحثون بيأس بعضهم عن بعض ويجرون اتصالات للحصول على أخبار عن أقربائهم".

نازحون في شوارع عاصمة الإقليم ستيباناكيرت
نازحون في شوارع عاصمة الإقليم ستيباناكيرت - وسائل التواصل

وخلال محادثة هاتفية مع نظيره الأذربيجاني، طلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن تضمن باكو "حقوق وأمن" الأرمن في ناغورني كاراباخ، حيث يشكلون الأغلبية.

وفي السياق نفسه، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "حزم فرنسا في دعواتها إلى احترام حقوق وأمن" سكان كاراباخ، مكررًا "عزم فرنسا على العمل من أجل إيصال المساعدة الإنسانية للسكان المدنيين من دون أي عوائق".

ويثير الانتصار العسكري الأذربيجاني مخاوف من نزوح جماعي لسكان هذا الجيب المقدر عددهم بـ120 ألف نسمة، حسب وكالة فرانس برس.

وحاليًا، أكدت أرمينيا أنها لا تخطّط لعمليات إجلاء جماعية.

ولكن أعلن رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان الخميس في مقابلة تلفزيونية أن بلاده مستعدة لاستقبال "40 ألف عائلة" من اللاجئين، مؤكدًا في المقابل عدم وجود "تهديد مباشر" على السكان المحليين.

كذلك اتهم رئيس الوزراء الأرميني الخميس روسيا التي تنشر كتيبة في ناغورني كاراباخ منذ الحرب الأخيرة في 2020، بأنها أخفقت في مهمتها لحفظ السلام في الإقليم المذكور ذي الغالبية الأرمينية.

وقال باشينيان في خطاب متلفز: "لا أعتقد أن علينا أن نتجاهل إخفاق كتيبة (حفظ) السلام في ناغورني كاراباخ".

"تطهير عرقي"

وبعد العملية العسكرية التي شنّتها قوات باكو، اتهمت أرمينيا أذربيجان الخميس أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، بارتكاب "تطهير عرقي" و"جرائم ضد الإنسانية" في ناغورني كاراباخ.

وقال أمين المظالم لشؤون حقوق الإنسان في المنطقة غيغام ستيبانيان مساء الأربعاء: "تم إجلاء أكثر من 10 آلاف شخص من مناطق إقامتهم الأصلية" في ناغورني كاراباخ بينهم نساء وأطفال ومسنون.

وتولت قوة حفظ السلام الروسية المنتشرة في هذه المنطقة تأمين خدمات الرعاية لحوالي 5000 شخص من هؤلاء.

في غضون ذلك، سُمع دوي إطلاق نار مجهول المصدر في ستيباناكيرت مع بدء المحادثات في يفلاخ، بحسب ما أكدت وكالة فرانس برس في المكان.

وأعلنت موسكو الخميس رصد خمسة انتهاكات لوقف إطلاق النار في كاراباخ، غداة إعلانه في إطار استسلام الانفصاليين الأرمينيين.

وأكد نيكول باشينيان مساء الخميس أنه رغم "خروق معزولة"، تم احترام وقف إطلاق النار "بشكل عام" الذي دخل حيز التنفيذ الأربعاء.

حصيلة هجوم أذربيجان

وأكدت آخر حصيلة صادرة عن الانفصاليين في ناغورني قره باغ أن العملية العسكرية التي شنتها أذربيجان واستمرت 24 ساعة وانتهت ظهر الأربعاء أدت إلى مقتل 200 شخص على الأقل وإصابة أكثر من 400 آخرين.

من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية الأربعاء مقتل عدد من عناصر قوة حفظ السلام جراء إطلاق نار استهدف السيارة التي كانوا يستقلونها.

وأكدت أذربيجان الخميس مقتل ستة جنود روس من قوة حفظ السلام خلال الهجوم في كاراباخ.

وتقدّم رئيس أذربيجان إلهام علييف بـ"اعتذار" من الرئيس فلاديمير بوتين عن مقتل الجنود بالرصاص، وفق ما أعلن الكرملين الخميس.

والأربعاء، أعلن علييف أن بلاده "استعادت السيادة" على الإقليم بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار شملت بنوده موافقة الانفصاليين على إلقاء أسلحتهم وإجراء محادثات مع باكو.

وخوفًا من أن يؤدي تجدد أعمال العنف إلى زعزعة استقرار منطقة القوقاز بأكملها، دعا الغرب وروسيا، التي تعتبر أن مسألة "كاراباخ شأن داخلي لأذربيجان" إلى وقف فوري للقتال  الثلاثاء.

وأطلقت السلطات الأذربيجانية عمليتها "لمكافحة الإرهاب" الثلاثاء بعد مقتل أربعة شرطيين ومدنيَّين بانفجار لغمَين في كاراباخ، وتحميل أذربيجان الانفصاليين مسؤولية هذه الأعمال "الإرهابية".

وأعادت هزيمة الانفصاليين وهي الثانية في ثلاثة أعوام، تحريك الانتقادات الداخلية في وجه رئيس الوزراء نيكول باشينيان، المتهم بالتخلي عن الأرمن الذين يشكلون غالبية سكان الإقليم.

ولليوم الثاني، تجمّع متظاهرون الأربعاء خارج مقر رئيس الوزراء ووقعت مواجهات بينهم وبين الشرطة، فيما طالب الكثير من المتظاهرين برحيل باشينيان.

ودعا باشينيان الخميس الأرمينيين إلى سلوك "الطريق" نحو السلام، حتى لو "لم يكن سهلاً".

وشكّل إقليم ناغورني كاراباخ الذي تقطنه غالبية من الأرمن محور نزاع مديد. وخاضت الجمهوريتان السوفيتيان السابقتان أذربيجان وأرمينيا حربين بشأنه، إحداهما بين 1988 و1994 راح ضحيتها 30 ألف قتيل، والثانية في 2020 انتهت بهزيمة يريفان.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - أ ف ب
تغطية خاصة
Close