بحث وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في مكالمة هاتفية مع وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، الحاجة إلى النظر في "بدائل" للعملية العسكرية البرية المحتملة في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة المحاصر.
وبحسب بيان لوزارة الدفاع على لسان متحدثها بات رايدر، بحث أوستن وغالانت في المكالمة الهاتفية مساء الأربعاء، "مفاوضات إطلاق سراح الرهائن ووقف مؤقت لإطلاق النار" في القطاع.
وأوضح البيان أن الوزير الأميركي بحث مع نظيره الإسرائيلي "الحاجة إلى النظر في بدائل للعملية البرية الكبيرة في رفح، مع التأكيد على الهدف المشترك (للبلدين) المتمثل في هزيمة حماس".
كما ناقش الجانبان أيضًا الحاجة إلى "بذل مزيد من الجهد لحماية المدنيين وزيادة تدفق المساعدات بشكل عاجل إلى غزة عبر المعابر البرية".
وأعرب أوستن عن تقديره لالتزام غالانت "التام والثابت" بحماية أفراد الخدمة الأميركية في شرق البحر المتوسط الذين يعملون على إنشاء ممر بحري للمساعدات الإنسانية إلى غزة.
مسؤولون إسرائيليون يزورون واشنطن لبحث عملية رفح
وأشار البيان إلى اجتماع ثنائي سيجمع الوزيرين في مقر البنتاغون الأسبوع المقبل، لمواصلة المحادثات، وهو ما نقلته وزارة الأمن الإسرائيلية أيضًا.
والخميس، قالت هيئة البث العبرية إن رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، ووزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر، يعتزمان زيارة واشنطن الأسبوع المقبل لبحث اجتياح محتمل لمدينة رفح المكتظة بالنازحين جنوب قطاع غزة.
وأضافت: "من المتوقع أن يسمع الوزيران من الأميركيين أن الشروع بعملية اجتياح عسكري لمدينة رفح أمر شبه مستحيل، في ظل الظروف القائمة".
وحذرت العديد من الدول إسرائيل من مغبة اجتياح رفح، لما له من تداعيات كارثية على المدينة تكتظ بأكثر من مليون و400 ألف فلسطيني، بينهم مليون و300 ألف نزحوا من محافظات أخرى تحت وطأة القصف العنيف بقصد دفعهم مجبرين إلى إخلاء مناطقهم بداية من شمال القطاع خاصة.
نتنياهو مصمم على اجتياح رفح
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يبدي تصميمًا على تنفيذ عملية عسكرية في رفح، زاعمًا أن تحقيق هدف القضاء على حركة "حماس" لن يتحقق دون ذلك.
والأربعاء، قال نتنياهو في رسالة فيديو موجّهة إلى الإسرائيليين: "منذ البداية كنت أقول للرئيس (الأمريكي جو بايدن): لا يمكن التغلب على حماس دون دخول الجيش إلى قطاع غزة".
وأوضح: "في مكالمتنا الأخيرة قلت له: لا يمكن استكمال النصر دون دخول الجيش إلى رفح، وذلك بغية القضاء على فلول الكتائب الحمساوية، وهو ما سنقوم به هذه المرة أيضًا".
كما خاطب نتنياهو الإسرائيليين قائلا: "عليكم معرفة أنني صادقت بالفعل على الخطة العملياتية للجيش، على أن نصادق قريبًا أيضًا على خطة لإجلاء السكان المدنيين من مناطق القتال".
والأحد، أعلن البيت الأبيض أن نتنياهو وافق على إرسال فريق إلى الولايات المتحدة لبحث مخطط إسرائيل لعملية عسكرية في رفح "دون غزو بري كبير".
وجاء ذلك عقب اتصال هاتفي بين نتنياهو وبايدن هو الأول بعد أكثر من شهر على انقطاع التواصل المباشر، والذي ترافق مع توسع الخلافات بين الجانبين على خلفية إدارة إسرائيل للحرب على غزة وعدم تقليل عدد الضحايا المدنيين وفق ما طلب منها.
ومن المقرر أن يصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل غدًا الجمعة، في إطار جولة في المنطقة تركز على التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.