هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحكومة الجديدة التي توافق على تشكيلها زعيما حزبي "يمينا" نفتالي بينيت، و"يوجد مستقبل" يائير لبيد، زاعمًا حدوث أكبر تزوير للانتخابات في إسرائيل، وتعهد بمقاومة تشكيل الحكومة بشدة.
وفي تصريحات أمام مشرعين من حزبه ليكود اليميني قال نتنياهو: "نشهد أكبر تزوير للانتخابات في تاريخ البلاد، بل وفي تاريخ الديمقراطية حسبما أرى".
وركز نتنياهو مزاعمه على وعد انتخابي لم يف به منافسه بينيت، الذي تعهد بألا يدخل في شراكة مع أحزاب اليسار والوسط والأحزاب العربية.
وقال نتنياهو "هذه الحكومة تعرض إسرائيل لخطر لم تشهد مثله منذ سنوات... نحن، أصدقائي وأنا في ليكود، سنقاوم بشدة تشكيل هذه الحكومة الخطيرة القائمة على التزوير.. وإذا تشكلت لا قدر الله فسنسقطها سريعًا".
ووجه نتنياهو هذا الاتهام بينما حذر رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "شين بيت" من احتمال تفجر عنف سياسي.
وفي حين ندد نتنياهو (71 عامًا) بالعنف والتحريض، كرر وصفه ائتلاف لابيد-بينيت بأنه تحالف يساري سيعرض إسرائيل للخطر.
وأضاف نتنياهو أن الائتلاف الجديد المتنوع سياسيًا لن يتمكن من مواجهة الولايات المتحدة إذا عادت واشنطن إلى الاتفاق النووي مع إيران، ولا من التعامل بقوة مع مسلحي حركة حماس في غزة، الذين خاضوا قتالًا عبر الحدود مع إسرائيل استمر 11 يومًا الشهر الماضي.
انتقاد تويتر وفيسبوك
كما انتقد نتنياهو "فيسبوك" و"تويتر"، قائلًا إن منصتي التواصل الاجتماعي، اللتين يستخدمهما بكثرة، تحجبان الانتقادات اليمينية المشروعة لتحالف لابيد-بينيت.
ودلل نتنياهو على ذلك بالقول إن فيسبوك حذف منشورًا يمينيًا شمل عنوان منزل مشرع كان من المنتظر أن تُنظم احتجاجات عند منزله. وأضاف أن منشورًا يساريًا شمل ذات العنوان لكنه دعا المتظاهرين لدعم المشرع لم يُحذف.
ومضى يقول "إنها حالة علمية، علمية فقط، تثبت محاولة إسكات اليمين".
وفيما لم يرد تويتر بعد على طلب للتعليق، قال متحدث باسم فيسبوك: إن "الخصوصية وحماية المعلومات الشخصية أمران مهمان في مساعدة الناس على الشعور بالأمان في خدماتنا".
وأضاف "بموجب معايير المجتمع العالمية الخاصة بنا، لا نسمح للأشخاص بنشر معلومات شخصية أو سرية عن الآخرين، ومنها عناوين الأشخاص وأرقام هواتفهم، لذلك نقوم بإزالة هذا المحتوى بمجرد علمنا به".
"أرض محروقة"
وبعد ساعات من تعليقات نتنياهو، دعا نفتالي بينيت، القومي الذي يستعد ليحل محله في رئاسة الوزراء، إلى ألا يخلف وراءه "أرضًا محروقة" وأن يقبل بأن "الشعب سُمح له بتشكيل حكومة، حتى وإن لم ترأسها".
وقال بينيت موجهًا تصريحاته لنتنياهو الممسك بزمام السلطة منذ 2009 "فلنمض. فلتمض البلاد قدمًا.. يا سيد نتنياهو، لا تخلف وراءك أرضًا محروقة. جميعنا، الأمة بأسرها، تريد أن تتذكر الأمور الجيدة التي فعلتها خلال خدمتك".
وقال بينيت، الذي يرأس حزب يامينا اليميني المتطرف ويدعو لضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، إن وصف نتنياهو للائتلاف بأنه "يساري متطرف"، "كذبة أخرى".*
وأعلن بينيت مع زعيم المعارضة يائير لبيد يوم الأربعاء أنهما شكلا ائتلافًا حاكمًا مع فصائل من مختلف ألوان الطيف السياسي.
وسيتولى بينيت أولًا رئاسة الوزراء يليه لبيد وفق اتفاق على تناوب المنصب.
ولم يُحدد بعد موعد التصويت في البرلمان من أجل إقرار الحكومة الجديدة، التي تأتي في أعقاب انتخابات 23 مارس/آذار غير الحاسمة.
ومن المرتقب أن يعلن رئيس الكنيست ياريف لافين عن أن المفوض بتشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة زعيم حزب "هناك مستقبل" يائير لبيد قد أنجز مهمته بالشراكة مع حليفه نفتالي بينيت زعيم حزب "يمينا".
