أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الأحد، أن تل أبيب وجهت خلال الأيام الماضية، ضربات لحزب الله "لم يكن يتخيلها"، وفق وصفه، متوعدًا بمزيد منها "في حال لم يفهم الرسالة".
جاء ذلك في كلمة متلفزة بثها نتنياهو، الأحد، بحسابه الرسمي على منصة "إكس"، في أول تعليق له بعد استهداف حزب الله مدينة حيفا للمرة الأولى منذ بدء المواجهات بين الجانبين في الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
نتنياهو يتوعد حزب الله
وقال نتنياهو: "خلال الأيام الأخيرة، وجهنا إلى حزب الله سلسلة ضربات لم يكن يتخيلها".
وأضاف: "إذا لم يفهم حزب الله الرسالة، أعدكم أنه سيفهم الرسالة، ونحن عازمون على إعادة سكاننا في الشمال إلى منازلهم بأمان"، حسب قوله.
ومضى قائلًا: "ليست هناك دولة يمكنها تحمل إطلاق الصواريخ على مدنها ومواطنيها وكذلك إسرائيل لا يمكنها تحمل ذلك، سنفعل كل ما يلزم لإعادة الأمن".
وفي وقت سابق الأحد، أعلن حزب الله أنه قصف مواقع عسكرية في مدينة حيفا شمالي إسرائيل بصواريخ فادي 1 و2، للمرة الأولى منذ بدء المواجهات الحدودية مع تل أبيب قبل نحو عام، وذلك في إطار "الرد الأولي" على تفجيرات أجهزة الاتصال اللاسلكية التي ضربت مناطق مختلفة في لبنان.
وخلال الأسبوع الحالي، تصاعدت الحرب بين حزب الله وإسرائيل عقب تفجيرات لأجهزة اتصالات بأنحاء لبنان يومي الثلاثاء والأربعاء ما أوقع 37 شهيدًا، وأكثر من 3 آلاف و250 جريحًا، إلى جانب غارة جوية استهدفت الجمعة، الضاحية الجنوبية لبيروت خلفت 46 شهيدًا بينهم أطفال ونساء والقيادي البارز في حزب الله إبراهيم عقيل، و68 جريحًا وفق إحصائية غير نهائية أعلنتها وزارة الصحة.
مخاوف إسرائيلية من استهداف ميناء حيفا
من جهته، أفاد مراسل التلفزيون العربي من حيفا، أحمد دراوشة، أن القصف الذي نفذه حزب الله على شمال إسرائيل أسفر عن دمار كبير جدًا.
وأضاف أن هذا القصف يزيد من خشية الإسرائيليين من تصاعد الأوضاع أكثر خلال الفترة المقبلة، وانتقال صور الدمار إلى مناطق ومدن أخرى مثل حيفا ومدن إسرائيلية مركزية.
وحسب مراسلنا، يخشى الإسرائيليون أيضًا من استهداف قواعد عسكرية أو مصانع إستراتيجية، خصوصًا أن حيفا تحتوي على عدد كبير من المنشآت الإستراتيجية، منها ميناء حيفا.
وذكّر مراسلنا أن الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، كان قد ألمح إلى أنه إذا فرض الاحتلال الإسرائيلي حصارًا على الموانئ اللبنانية، فإن الحزب سيستهدف الموانئ الإسرائيلية. ومن هذه الموانئ التي قد تتعرض للاستهداف هو ميناء حيفا الإستراتيجي.
وتابع أن خليج حيفا منطقة إستراتيجية، نظرًا لاحتوائه على مصانع المثلجات ومصانع الصناعات العسكرية الثقيلة، بما في ذلك مصانع شركة رفائيل التي تصنع القبة الحديدية.
وأوضح أن تعطيل هذه المنطقة عبر استهدافها، بالإضافة إلى الخسائر المدنية الكبيرة في الأرواح، قد يؤدي إلى خسائر اقتصادية جسيمة لإسرائيل إذا تم تعطيل ميناء حيفا.
وتحدث المراسل عن حالة من الاستنفار في إسرائيل، إذ أُعلنت في مشفى رمبام، أكبر المشافي شمالي إسرائيل عن تشغيل موقف السيارات تحت الأرض ليدخل حيز التنفيذ كغرفة الطوارئ، لافتًا إلى أن هذه إشارة إلى أن إسرائيل تتوقع خلال الفترة المقبلة تصعيدًا كبيرًا على هذه الجبهة.
ولفت إلى أن الإسرائيليين يخشون من التصعيد على هذه الجبهة، خصوصًا أن الصاروخ الذي سقط اليوم في كريات بياليك سقط في حي سكني حي مدني إسرائيلي، وليس قرب منشأة أمنية.