نجح فريق طبي في مستشفى "لاباث" بالعاصمة الإسبانية مدريد في تحقيق إنجاز غير مسبوق بنقل أمعاء رجل متوفى لطفلة رضيعة في عامها الأول.
وكانت الطفلة تعاني من فشل معوي حاد، وكانت على وشك الوفاة، قبل أن تخضع لزراعة أمعاء هي الأولى من نوعها في العالم.
تشخيص الرضيعة
وتمّ تشخيص إصابة الرضيعة إيما بفشل معوي بعمر الشهر بعد أن تبيّن أن أمعاءها كانت قصيرة جدًا. وتدهورت صحتها بسرعة، وخضعت لعدة عمليات لزرع الأحشاء.
واعتمدت العملية الناجحة على تبرع أعضاء متوفى منذ فترة عبر ضخ "الدم المؤكسج "من خارج الجسم للحفاظ على أعضائه الداخلية في عمليات زراعة مستقبلية.
وكان استخدام مثل هذه الأعضاء، بحاجة إلى دراسة علمية طويلة، كي تجري التجارب والتأكيد من القدرة على نجاح العملية ونقل الأعضاء للأطفال.
وفي الآونة الأخيرة، حقّق العلماء نجاحات كبيرة في مجال زراعة الأعضاء حول العالم. ولكن معظمها كان عبارة عن نقل أعضاء من حيوانات إلى الإنسان، بسبب قلة أعداد المتبرعين.
نقلة طبية جديدة
وفي هذا الإطار، قال الدكتور بادي الرواشدة، أخصائي جراحة وزراعة الأعضاء في كلية طب وسكنسن، إنه على الرغم من أن عمليات زراعة الأمعاء الدقيقة ليست بجديدة حيث بدأت في الولايات المتحدة منذ عام 1980، إلا أن الجديد أنه جرى زراعة عدد من الأعضاء وجاءت من مريض متوفًى، وخاصة أن من المعتاد أن تأتي من مريض متوفى دماغيًا.
وأضاف الرواشدة في حديث لـ "العربي" من سكنسن، أن معظم عمليات زراعة الأمعاء نادرة، وخاصة أن هناك 40 مركزًا لها في العالم، لكن الطلب والعرض بالنسبة للأعضاء يوجد فجوة.
وأشار الرواشدة، إلى أن ما جرى في إسبانيا هو بمثابة فتح مجال لزيادة المعروض من الأعضاء هذا هو المطلوب.