تُعاني العديد من الأمهات من النزيف بعد الولادة مباشرة، وقد تؤدي مضاعفات حدوثه أحيانًا إلى الوفاة. فما هو نزيف ما بعد الولادة وكيف يتم تشخصيه؟
بحسب الطبيب أسامة خالد، المتخصص في الجراحة النسائية والتوليد، فإنّ فقدان الدم الطبيعي بعد الولادة الطبيعية يُحدد بنصف ليتر، أمّا في الولادة القيصرية فتفقد المرأة فيها حوالي الليتر الواحد.
وبحسب الإحصائيات العالمية التي أُجريت عام 2017، تخسر حوالي 810 من الأمهات حياتهنّ يوميًا، بسبب الأمراض المتعلقة بالحمل والولادة وعلى رأسها النزيف الذي يحصل بعد الولادة.
ويشّكل ما يُعرف بالنزيف الأولي 95% من حالات النزيف الذي يحدث من لحظة ولادة الطفل، ويستمر مدة 24 ساعة تقريبًا، بحسب الطبيب، بينما تنزف مجموعة من الأمهات ونسبتهنّ أقل من 5% لأكثر من 24 ساعة، وقد يتواصل حتى 6 أسابيع؛ أي طوال فترة النفاس.
الأعراض والأسباب والعلاج
يوضح خالد، في حديث إلى "العربي"، أنّ أعراض النزيف تظهر مباشرة لدى 98% من النساء، بينما هناك أقل من 3% ممن يعانين من نزيف داخلي، الذي تتلخّص أعراضه بانخفاض ضغط الدم وارتفاع النبض والشحوب والتعب بشكل عام.
وأبرز أسباب هذا النزيف هو ارتخاء عضلة الرحم؛ أمّا الأسباب الباقية فهي بقاء أجزاء من أغشية الولادة والمشيمة داخل الرحم بعد الولادة، أو وجود جرح قطعي في المهبل والرحم أو عنق الرحم أو وجود التهابات داخل الرحم إضافة إلى معاناة الأم من أمراض النزف الدموي.
ويشير خالد إلى أنّ الخطر يتضاعف، عندما تزيد كمية نزيف الدم عن ليتر ونصف، مؤكدًا أن الأهم هو سرعة التشخيص لتجنّب حدوث أي مضاعفات.
وعن العلاج، يلفت الطبيب إلى وجود أكثر من طريقة علاجية، حيث تبدأ بالأدوية والحقن الخاصة لوقف النزيف وصولاً إلى التدخل الجراحي.
وقد يضطر الأطباء في الحالات المستعصية إلى إزالة الرحم للحفاظ على حياة الأم.