يعتبر الطفل الجديد محور اهتمام كامل أفراد العائلة حيث يسهرون على توفير حاجياته ويسعون جاهدين لإسعاده والحفاظ عليه.
وإذا كان تكوين الأسرة وإنجاب الأطفال بالنسبة للبعض أمرًا فطريًا، فإنه بالنسبة للبعض الآخر بمثابة مشروع ضخم يحتاج إلى تفكير وتخطيط واستعداد نفسي ومادي كبير.
وأصبح إنجاب الأطفال مرتبطًا بالترف والرفاهية بسبب تكاليف رعايتهم، ولذلك يفضل بعض الأزواج عدم الإنجاب.
مسؤوليات جديدة على الزوجين
وتعقيبًا على الموضوع، يؤكد المتخصّص في الأمراض النفسية والجنسية أنس العويني من تونس أهمية وجود أطفال داخل الأسرة، كي تستمر الحياة، وتستمر العادات والتقاليد والأفكار على المدى البعيد، مضيفًا أن الأطفال يُضفُون نوعًا من السعادة والأمل داخل العائلة.
ويلفت العويني، في حديث إلى "العربي"، إلى أن للطفل الجديد تأثيرًا كبيرًا على العائلة، وخصوصا على الزوجين من حيث تحمّلهم مسؤوليات جديدة.
أسباب عدم الرغبة في الإنجاب
تتعددد أسباب عدم الرغبة في الإنجاب، حسب العويني، منها حالة الحزن والاكتئاب التي يمر بها بعض الأزواج، بالإضافة لحالات القلق والخوف خشية من التكلفة المادية والمسؤولية التربوية.
ويرى العويني أن البعض يرفض الإنجاب خوفًا من أن يؤثر "الزائر الجديد" على حياته النفسية والعاطفية وحتى الجنسية، مشيرًا إلى أن بعض الأزواج يرون في الطفل الجديد منافسًا لهم في حياتهم العاطفية.
ومن الأسباب أيضا، ما تعانيه بعض النساء -حسب الاختصاصي- من "خوف مرضي"، خصوصًا من الحمل وعملية الإنجاب، بالإضافة إلى خوفهن من التغيرات التي تطرأ على الجسد بعد الولادة.
ظروف "صعبة" قد تؤثر على قرار الزوجين
ويشير الاختصاصي إلى بعض الظروف الصعبة التي تمر في حياة بعض الأشخاص والتي تؤثر على حياتهم في المستقبل، خاصة فيما يتعلق بموضوع الإنجاب، كسوء المعاملة منذ الصغر، التعرض للعنف، بالإضافة إلى كثرة المشاكل الأسرية.
ويرى أن بعض القوانين قد تحول دون رغبة الرجل في الإنجاب، خشية منعه من حضانة طفله في حالة الطلاق.
ويحث العويني، الراغبين في الإنجاب، على عدم الخشية من الكلفة المادية، لأن الطفل الجديد لن يكلف الأسرة "فوق طاقتها"، على حد قوله.