نقلت صحيفة "الغارديان" عن مصادر في "لجنة طوارئ الكوارث" البريطانية (DEC)، قولها إنّ هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أوقفت نشر نداء إنساني من أجل سكان غزة، خشية رد فعل عنيف من مؤيّدي الحرب الإسرائيلية على القطاع.
في المقابل، زعمت "بي بي سي" أنّ النداء لا يفي بجميع "المعايير الراسخة للنداءات الوطنية" وفق تعبيرها، لكن إمكانية بثّ النداء لا يزال "قيد المراجعة"، بينما وافقت قنوات أخرى على بثّه.
وذكرت الصحيفة أنّ مطلعين في لجنة المساعدات الاقتصادية و"بي بي سي" ووكالات الإغاثة، اتهموا هيئة الإذاعة البريطانية بـ"عرقلة" البثّ، لأنّها تخشى رد فعل عنيف من مؤيّدي إسرائيل في حربها على غزة".
وقال أحد كبار الشخصيات في المنظمات غير الحكومية إنّ الموظفين "غاضبون" من موقف "بي بي سي".
ما هي "لجنة طوارىء الكوارث"؟
و"لجنة طوارئ الكوارث" هي مظلة شاملة من 15 جمعية إغاثة خيرية بريطانية رائدة تجمع الأموال للكوارث الإنسانية، وتنشر نداءاتها من خلال البثّ على الشبكات الرئيسية والإعلانات في الصحافة.
وتضمّ "شبكة الاستجابة السريعة" التي تستخدمها اللجنة محطات البثّ الوطنية الرئيسية في بريطانيا من بينها "بي بي سي".
ومنذ تأسيسها عام 1963، أطلقت 77 نداء، وجمعت 2.2 مليار دولار. وقد جمع النداء الذي أطلقته من أجل أوكرانيا عام 2022 نحو 560 مليون دولار.
وتُحدّد "لجنة طوارئ الكوارث" 3 معايير لإطلاق النداءات، وهي: أن يكون حجم الكارثة ومدى إلحاحها يستحقان تقديم مساعدة إنسانية دولية سريعة، وأن تكون الوكالات قادرة على "تقديم مساعدة إنسانية فعّالة وسريعة على نطاق واسع لتبرير نداء وطني"، وأن يكون هناك "دليل على تعاطف الجمهور الحالي مع الوضع الإنساني أو احتمال الحصول على دعم شعبي كبير في حالة إطلاق نداء".
وأضافت الصحيفة أنّ المعيار الثاني المتعلّق بإيصال المساعدات، هو محور المناقشات.
وقال متحدث باسم اللجنة للصحيفة، إنّ اللجنة وشركاءها قلقون للغاية بشأن الوضع الإنساني الكارثي في غزة، لافتًا إلى أنّ الوضع المتقلّب في المنطقة والقضايا المُعقّدة بشأن وصول المساعدات تُشكّل تحديًا كبيرًا عند مراجعة "معاييرنا" للنداء.
في المقابل، قال متحدث باسم "بي بي سي" للصحيفة: "نُبقي إمكانية بثّ النداء قيد المراجعة"، وفق تعبيره.
وتشترط هيئة الإذاعة البريطانية أن تتوافق النداءات المقدمة من "لجنة طوارىء الكوارث" مع ما تقول إنه "قواعدّها المتعلّقة بالحياد"، ولكن هذا التقييم لا يتم إلا بعد استيفاء المعايير الثلاثة المذكورة آنفًا.
ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تظاهر الآلاف في بريطانيا احتجاجًا على الإبادة الجماعية في غزة.
وسبق أن تعرّضت هيئة الإذاعة البريطانية لانتقادات بسبب تغطيتها للحرب.