أقرّ جيش الاحتلال الإسرائيلي، الخميس، بإصابة 3 من جنوده إثر "كمين" وقعوا فيه شرقي مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وذلك بالتزامن مع إصراره على استكمال هجومه العسكري على المدينة الفلسطينية.
وجاء إعلان الجيش الإسرائيلي بينما تخوض المقاومة الفلسطينية اشتباكات ضارية مع القوات المتوغلة في شرق رفح، حيث يهدد الهجوم الإسرائيلي بتفاقم الأوضاع الإنسانية المأساوية أصلًا جراء العدوان الذي بدأ قبل نحو سبعة أشهر.
قتلى وجرحى في كمين للقسام
وبينما أكدت كتائب عز الدين القسام أنها أوقعت قوة إسرائيلية في كمين محكم شرق رفح، قال جيش الاحتلال في بيان: "أُصيب 3 جنود بجروح متوسطة بعد تعرضهم لانفجار في كمين شرقي رفح".
وأضاف أنه "تم إجلاء الجنود المصابين لتلقي العلاج الطبي بأحد المستشفيات، كما أُبلغت عائلاتهم".
يأتي ذلك بعد وقت قصير من إعلان كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس "تفجير عين نفق مفخخة في قوة هندسية صهيونية مكونة من 3 آليات وحفار وعدد من الجنود شرق رفح".
وأضافت الكتائب، في بيان عبر "تلغرام"، أن الهجوم "أوقع الجنود بين قتيل وجريح"، دون أن يتضح على الفور ما إذا كان هذا هو الكمين ذاته الذي قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه أوقع 3 جرحى من جنوده من عدمه.
وخلال آخر 24 ساعة، أعلن الجيش مقتل عسكري وإصابة 4 آخرين ليرتفع إجمالي خسائره المعلنة منذ بدء الحرب على غزة إلى 615 قتيلًا و3 آلاف و362 جريحًا وفق معطيات الجيش الذي يواجه اتهامات بإخفاء حصيلة أكبر بكثير لقتلاه وجرحاه.
والإثنين، بدأ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية في رفح زاعمًا أنها "محدودة النطاق"، وسبقها بساعات توجيه تحذيرات إلى 100 ألف فلسطيني بـ"إخلاء" شرق المدينة قسرًا.
ثم أعلن الثلاثاء، "السيطرة العملياتية" على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الذي يربط غزة بمصر، ما ينذر بتفاقم الكارثة الإنسانية في غزة لا سيما أن هذا المعبر هو المنفذ الرئيسي للمساعدات الغذائية ولعلاج المصابين من فلسطينيي القطاع جراء تدمير إسرائيل معظم المستشفيات هناك.
وتخوض فصائل فلسطينية اشتباكات مع القوات الإسرائيلية المتوغلة في رفح، فيما يقصف الجيش الإسرائيلي بعض مناطق شرقي المدينة جويًا ومدفعيًا، دون دخول المناطق السكنية حتى الآن.
"هجوم رفح لن يهزم حماس"
وتبرر إسرائيل اجتياح رفح بزعم أنها "المعقل الأخير لحركة حماس"، رغم تحذيرات إقليمية ودولية من تداعيات كارثية لوجود نحو 1.5 مليون فلسطيني في المدينة، بينهم 1.4 مليون نازح.
وجاء التصعيد الإسرائيلي على رفح رغم إعلان حماس، الإثنين، قبولها بالمقترح المصري القطري لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، غير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ادعى أن موقف الحركة يهدف إلى "نسف دخول قواتنا إلى رفح"، و"بعيد كل البعد عن متطلبات" تل أبيب الضرورية.
واليوم الخميس، قال البيت الأبيض إن الرئيس جو بايدن يعتقد أن تنفيذ إسرائيل لعملية كبيرة في رفح لن يحقق هدف إلحاق الهزيمة بحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة.
وقال جون كيربي المتحدث باسم البيت الأبيض للأمن القومي في مؤتمر صحافي "اجتياح رفح... لن يحقق هذا الهدف".