فُجِعَت الجزائر، أمس الجمعة، بوفاة أحد أساطير كرة القدم في البلاد، اللاعب والمدرب السابق رشيد مخلوفي، عن عمر ناهز 88 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض.
وتقدّم رئيس البلاد، عبد المجيد تبون، برسالة تعزية إلى عائلة مخلوفي، الذي ترك بصمة في الملاعب الفرنسية والجزائرية والعربية، ويُعَدّ من رموز النضال الرياضي ضد الاستعمار الفرنسي خلال فترة الاستقلال.
وقالت رسالة الرئيس: "تلقى رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون ببالغ الحزن والأسى نبأ رحيل أسطورة كرة القدم الجزائرية المجاهد رشيد مخلوفي، لاعب فريق جبهة التحرير الوطني، ومدرب المنتخب الوطني والرئيس السابق للفيدرالية الجزائرية لكرة القدم، وبهذه المناسبة الأليمة يتقدم رئيس الجمهورية إلى عائلة الفقيد وإلى أسرة كرة القدم الجزائرية بخالص التعازي".
الاستقلال أولًا
اتسمت مسيرة مخلوفي الرياضية بمواقفه النضالية، حيث كان اللاعب المولود عام 1936 بمدينة سطيف أحد أبرز مواهب حقبتي الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي.
ولعب مخلوفي لصالح فريق سانت إتيان الفرنسي وحصد معه العديد من الألقاب، قبل أن يتخلى عن الاحتراف في أوروبا ليعود إلى بلاده عام 1958، وينضم إلى فريق جبهة التحرير الوطني، الذي تشكّل من لاعبين جزائريين محترفين لدعم الثورة الجزائرية.
وساهم هذا الفريق، من خلال اللعبة الأكثر شعبية، في نشر دعوة النضال الجزائري من أجل استقلال البلاد. وذكرت صحيفة "النهار" الجزائرية أن مخلوفي قاد الفريق لإيصال رسالة سياسية قوية تعبر عن رغبة الجزائريين في التحرر. كما خاض العديد من المباريات الودية مع منتخبات عالمية للترويج للقضية الجزائرية.
ومع تحرير الجزائر ونيلها الاستقلال، عاد مخلوفي إلى فرنسا لينضم مجددًا إلى ناديه السابق، ثم انضم إلى صفوف المنتخب الوطني الجزائري، قبل أن يعتزل اللعب ويتجه إلى التدريب.
الهداف والمدرب الناجح
وأحرز مخلوفي مع فريق سانت إتيان عدة ألقاب، حيث توّج بلقب الدوري الفرنسي في ثلاثة مواسم، بالإضافة إلى كأس فرنسا، وكأس شارل دراغو، وكأس الأبطال. وسجّل عشرات الأهداف التي ساهمت في تحقيق تلك الألقاب، ويُعد ثاني أفضل هداف في تاريخ النادي العريق، كما يحتل المركز الحادي عشر في ترتيب هدافي الدوري الفرنسي عبر التاريخ.
وبعد مسيرته كلاعب التي انتهت عام 1970، أشرف مخلوفي على تدريب المنتخب الوطني، فتوج معه بالميدالية الذهبية في ألعاب البحر الأبيض المتوسط عام 1975 بالجزائر، ثم حقق ذهبية دورة الألعاب الإفريقية عام 1978، قبل أن ينضم للجهاز الفني الذي لعب كأس العالم 1982، وسجل فوزًا مميزًا على منتخب ألمانيا حينها 2-1.
وتنقّل مخلوفي كمدرب بين فريق باستيا الفرنسي ونادي المرسى التونسي، كما تولى تدريب نادي النجمة اللبناني لثلاثة مواسم، حيث ساهم في اكتشاف جيل جديد من اللاعبين المحليين هناك، أبرزهم أسطورة كرة القدم اللبنانية موسى حجيج.
وحقق مخلوفي مع النجمة أربعة ألقاب، بطل كأس لبنان مرتين عامي 1997 و1998، وكأس النخبة مرتين أيضًا 1996 و1998.
كما تمكن من قيادة الفريق لفوز تاريخي على النصر السعودي 1-0 ببطولة خلال كأس الكؤوس العربية عام 1997، كما حقق النتائج المميزة مع النجمة خلال استضافة كأس الكؤوس العربية 1998 في المدينة الرياضية في بيروت.