أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني، اليوم الأربعاء، أنّ إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن "تطلق الشعارات فقط لكنّها لا تعمل"، مجدّدًا دعوتها إلى المبادرة لرفع العقوبات عن طهران، إذا ما رغبت بالعودة إلى الاتفاق النووي.
وشدّد روحاني، في كلمة ألقاها خلال اجتماع مجلس الوزراء، على أنّ إيران يمكنها العودة إلى تعهداتها النووية "خلال يوم واحد" إذا ما رفعت واشنطن جميع العقوبات المفروض عليها، مضيفًا أنّه "بإمكان طهران وواشنطن العودة إلى التزاماتهما في يوم واحد".
روحاني: الأميركيون "يكذبون"
وتعليقًا على الدعوات المتكرّرة من جانب واشنطن للتفاوض، قال روحاني: إن "الجمهورية الإسلامية ليست مستعجلة، ولكنّها في الوقت نفسه لا تريد تضييع الفرص". وشدّد على أنّها كذلك، "لا تريد الوقوع في فخّ الإعلام الغربي الذي يسعى لتصوير إيران على أنّها رافضة لكلّ أنواع الحلول".
وقال: "الأميركيون يكذبون عندما يقولون إننا بحاجة إلى عدة أشهر لإلغاء الحظر، بينما يمكن القيام بذلك في ساعة واحدة، بل يمكن إلغاء الحظر بلحظة واحدة ويمكننا أيضًا العودة لالتزاماتنا بلحظة واحدة".
واشنطن "تعيق وصول اللقاح" للإيرانيّين
وهاجم روحاني بعنف الولايات المتحدة، داعيًا إياها إلى "تعويض" ما وصفها بـ"خسائر الإرهاب الاقتصادي" الذي مارسته الحكومة السابقة بقيادة الرئيس الجمهوري دونالد ترمب على طهران.
واتهم الرئيس الإيراني واشنطن أيضًا، بـ"إعاقة" وصول اللقاح المضاد لكوفيد-19 إلى الإيرانيين، ومنع الشركات من التعامل مع طهران، معتبرًا أنّ "دناءة الأميركيين وصلت إلى اللقاح ومعيشة الناس".
محاولة أميركية جديدة تصطدم بالرفض الإيراني
ومنذ تولي الرئيس جو بايدن الحكم في أميركا، وإعادة الملف النووي إلى طاولة الحديث السياسي العالمي، ما زال مصير الاتفاق حتّى اللحظة مجهولًا، في ظلّ مواصلة التجاذبات بين واشنطن وطهران على من يخطو الخطوة الأولى للعودة إليه، مع إصرار إيران على وجوب رفع الولايات المتحدة العقوبات عنها أولًا.
لكنّ محاولة أميركية جديدة لإطلاق مسار تفاوضي مع إيران حول الملف النووي، اصطدمت برفض سريع من طهران، المصِرّة على عودة الولايات المتحدة للاتفاق قبل أن تقوم بأيّ خطوة.
ويرى أستاذ العلاقات الدولية وفض النزاعات في الجامعة الأردنية حسن المومني أنّ إيران استفادت من قدوم إدارة بايدن التي ذكرت أنّها ستعتمد على الدبلوماسية بشكل مكثّف في سياستها الخارجية، وأعلنت أنّها ترغب بالعودة إلى الاتفاق النووي.
ويشير، في حديث إلى "العربي"، إلى أنّ الرفض جاء على خلفية اتفاق إيراني صيني استراتيجي، تعتقد طهران أنّه سيمكّنها من فكّ حالة العزلة ويمكّن موقفها في هذا الجانب. ويلفت إلى أنّ إيران لا تمانع مواصلة سياسة "الصبر الاستراتيجي"، لا سيما أنّ الظروف تلعب لصالحها، بحسب ما تعتقد.