فتح اختيار نعيم قاسم أمينًا عامًا جديدًا لحزب الله صفحة جديدة في سجل الحزب الذي يخوض حربًا مع إسرائيل التي وسّعت عدوانها على لبنان منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي.
وقد أعلن مجلس شورى الحزب بعد ظهر اليوم أنه توافق على انتخاب نعيم قاسم خلفًا لحسن نصر الله الذي اغتالته إسرائيل قبل نحو شهر.
دلالات اختيار نعيم قاسم
ويعتبر المسؤول السياسي في صحيفة المدن منير الربيع أن لاختيار قاسم دلالات عديدة أهمها أن حزب الله "يستمر في استعادة تماسكه"، فقد استطاع أن يعقد اجتماعًا لمجلس الشورى بطريقة ما وانتخاب نعيم قاسم.
وبحسب الربيع، فقد أراد حزب الله القول إنه أتم إعادة هيكلة قيادته وأنه لا يوجد موقع شاغر في الحزب. كما أراد توجيه رسالة إلى الخارج بأنه استعاد زمام الأمور، وإلى الداخل، أي للبيئة الحاضنة بالمعنى السياسي والاجتماعي وللمقاتلين على الجبهات بأن الحزب استعاد وحدة القيادة والسيطرة.
ويلفت الربيع في حديث إلى التلفزيون العربي من بيروت إلى أن نعيم قاسم كان قد رفع سقف التفاوض وسقف العمليات العسكرية ضد إسرائيل لإلحاق الخسائر بها ودفعها للعودة إلى التفاوض.
مرحلة حساسة
كما يأتي الإعلان عن اختيار قاسم في مرحلة حساسة على وقع تكثيف الجهود الأميركية للوصول إلى تسوية تحقق وقفًا لإطلاق النار وترسي حلًا دبلوماسيًا، فيما يكثف حزب الله عملياته على الحدود الجنوبية وفي العمق الإسرائيلي، بحسب الربيع.
ويقدم مسؤول القسم السياسي في صحيفة المدن توصيفًا لشخصية قاسم، معتبرًا أنه "ليس المتابع للمجريات العسكرية في حزب الله ولم يكن عضوًا في المجلس الجهادي الذي بات يرأسه بعد توليه الأمانة العامة للحزب".
كما يوضح الربيع أن قاسم كان يتولى الملفات السياسية الداخلية لحزب الله وعلاقات الحزب مع الأحزاب السياسية الأخرى بالإضافة إلى الملفات الانتخابية والحكومية.
ويعتبر أنه لا يمكن استباق الأمور بالقول إن حزب الله قد يتحوّل إلى وجهة سياسية انطلاقًا من طبيعة دور نعيم قاسم، ولاسيما وأن هاشم صفي الدين رئيس المكتب التنفيذي الراحل كان مرشحًا محتملًا قبل اغتياله مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الجاري. ويّؤكد أن "منطلق اختيار قاسم قد لا يكون سياسيًا بالضرورة".
