في ظل التخوف من تدني المشاركة في الانتخابات المغربية المقبلة، تراهن الأحزاب على استقطاب مواطنين من جميع الفئات، لا سيما من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة التي ظلت مهمشة لفترة طويلة.
فنحو 15 حزبًا سياسًا في المغرب زكوا هذا العام أشخاصًا من ذوي الإعاقة، وعبد اللطيف الهيدوري واحد منهم، أسهم في إعداد مرافعات لدفع الأحزاب لاتخاذ هذا القرار، ويقول في حديث إلى "العربي": "رغم كل الجهود يظل الشخص المعوق غائبًا عن برامج الأحزاب المغربية".
ويوضح الهيدوري، وهو رئيس جمعية مسار للتنمية الدامجة أن هناك "مجهودًا ونوايا حسنة، إلا أنها لا ترتقي إلى المعايير التقنية المعمول بها، والتي تسمح للأشخاص من ذوي الإعاقة من التحرك باستقلالية".
وعلى الرغم من إعاقتها البصرية، استطاعت سلمى الفقير وهي مرشحة عن حزب التجمع الوطني الأحرار، أن تقتحم عالم السياسية، إذ ظفرت بثقة واحد من أكبر الأحزاب المغربية ممثلة له، وباللائحة المحلية بمدينة سلا في الانتخابات النيابية والبلدية المقبلة.
ويبدو أن بروز ذوي الإعاقة في اللوائح الانتخابية للأحزاب المغربية؛ يمثل بداية لتكريس إسهام هذه الفئة مستقبلًا في تدبير شأن السياسة.
ويرى الباحث في الشأن السياسي عبد الوهاب العيسات أن هذه الخطوة تعبر عن "نمط جديد وتفكير جديد للأحزاب السياسية"، مضيفًا أن هذه الخطوة من شأنها أن تؤدي إلى إشراك جميع فئات المجتمع بمن فيهم ذوي الاحتياجات الخاصة.
وإلى ذلك، أثمرت جهود المجتمع المدني نحو 52 مرشحًا من ذوي الإعاقات المختلفة أغلبهم نساء.