الخميس 19 Sep / September 2024

نهاية حقبة ترمب.. استياء شعبي غير مسبوق وإجراءات استثنائية

نهاية حقبة ترمب.. استياء شعبي غير مسبوق وإجراءات استثنائية

شارك القصة

استعدادات لمراسم التنصيب
"إنذار كاذب" تسبب بتوقيف تمارين المراسم صباح الإثنين لفترة وجيزة ونقل المشاركين إلى مكان آمن (غيتي)
استطلاع جديد يكشف "هبوط" شعبية الرئيس الجمهوري إلى مستوى تاريخي غير مسبوق قبل أيام من انتهاء ولايته وتسلّم الديموقراطي جو بايدن مقاليد السلطة في 20 الجاري.

مع بدء العدّ العسكي لانتهاء ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال الساعات القليلة المقبلة، بدا وسط العاصمة الأميركية واشنطن أشبه بحصن منيع في ظلّ إجراءات أمنية غير مسبوقة في تاريخ البلاد، فيما جدّد الرئيس المنتخب دعوته إلى توحيد بلاد يسودها الانقسام

وتنتشر في العاصمة الأميركية قوات من الحرس الوطني سيصل عديدها إلى 25 ألفا الأربعاء بهدف ضمان أمن "منطقة حمراء" شاسعة تمتدّ من حي كابيتول هيل، الواقع ضمن نطاقه مقرّ الكونغرس حيث سيؤدي بايدن ونائبته كامالا هاريس القسَم الأربعاء، وصولاً إلى البيت الأبيض.

في غضون ذلك، أظهر استطلاع جديد للرأي تراجعًا إضافيًا في شعبيّة ترمب إلى مستوى غير مسبوق مع إبداء 34 في المئة فقط من الأميركيين رضاهم عن أدائه في الأيام الأخيرة له في البيت الأبيض.

استنفار وإجراءات

في جديد الإجراءات الأمنية التي تسبق مراسم تنصيب الرئيس المُنتخب غدًا، أغلق قطاع متنزه "ناشونال مول" الضخم حيث يتوافد عادة آلاف الأميركيين كل أربع سنوات لحضور مراسم التنصيب.

وبدت الطرق شبه مقفرة الإثنين وهو يوم عطلة إذ يصادف ذكرى ولادة أيقونة الحقوق المدنية مارتن لوثر كينغ. وعادة ما يشارك الأميركيون في هذا اليوم في أعمال تطوّعية.

وشارك بايدن صباحاً في حملة توزيع مواد غذائية نظّمتها جمعية خيرية في مدينة فيلادلفيا في ولاية بنسلفانيا، وكذلك فعلت نائبته كامالا هاريس وزوجها في أحد الأحياء الفقيرة في واشنطن.

وفي العاصمة، حلّ العسكريون المسلّحون والشرطيون المتمركزون قرب عرباتهم المصفّحة بدلاً من الفضوليين والمارّة في الطرق المقطوعة بالحواجز الاسمنتية. وتم توقيف مدنيين مسلّحين على الأقلّ في الأيام الماضية في محيط "المنطقة الحمراء".

إنذار كاذب

وعاشت واشنطن "صدمة" جديدة بعد توقيف تمارين المراسيم صباح الإثنين لفترة وجيزة، حيث نقل المشاركون إلى مكان آمن بسبب "تهديد خارجي"، بحسب الشرطة، تبيّن لاحقاً أنّه إنذار كاذب.

ويؤشّر ذلك على مدى التوتر القائم في العاصمة، التي لا تزال تحت هول الصدمة منذ اقتحام دام لمقر الكونغرس نفّذه مناصرون لترمب في 6 كانون الثاني/يناير في محاولة لمنع المصادقة على نتائج الانتخابات التي انتهت بفوز نائب الرئيس السابق باراك أوباما بالرئاسة.

وكان الرئيس المنتهية ولايته قد دعا مناصريه للتوجّه إلى مبنى الكابيتول، وقد وجّه إليه مجلس النواب تهمة "التحريض على التمرّد"، ومن الممكن أن تبدأ محاكمته في مجلس الشيوخ بعيد تنصيب بايدن.

ومنذ 6 كانون الثاني/يناير تم توجيه الاتّهام لنحو 70 متظاهرًا لمشاركتهم في أعمال العنف كما تجرى تحقيقات بشأن مئات الأشخاص، من بينهم أعضاء في الكونغرس وعناصر حاليون وسابقون في قوات الأمن.

ولضمان عدم تشكيل عناصر الحرس الوطني أي تهديد للامن خلال مراسم التنصيب، أعلن مكتب التحقيقات الفدرالي انه يدقّق في سيَر العناصر الذين سيكونون منتشرين الأربعاء.

لكن وزير الدفاع بالوكالة كريستوفر ميلر أكد أنه لم ترد حتى الساعة "أي معلومة حول تهديد من الداخل".

حفل استثنائي

وسيكون حفل التنصيب استثنائيًا لأكثر من سبب، فبخلاف العادة، سيكون عدد المدعوين محصوراً والحفل سيكون مغلقاً أمام العامة بسبب جائحة كوفيد-19. وتم رفع أكثر من 190 ألف علم في متنزه ناشونال مول لتمثيل حشد شعبي لن يكون حاضراً.

كذلك لن يحضر دونالد ترمب حفل التنصيب، بل سيغادر البيت الأبيض باكرا الأربعاء إلى مقر إقامته في ماريلاغو في فلوريدا، ليكون أول رئيس يرفض حضور مراسم تنصيب خلفه منذ آندرو جونسون في العام 1869.

لكن قبل خروجه من البيت الأبيض، يتهّيأ الملياردير الجمهوري لإصدار عفو عن قائمة طويلة من الأسماء تضمّ شركاء له ومقربين منه أدينوا في إطار التحقيق في احتمال حصول تواطؤ بين حملته الانتخابية في العام 2016 وروسيا. 

وقائمة الأسماء التي يمكن أن تعلن الثلاثاء، يمكن أن تتضمن جوليان أسانج، مؤسس ويكيليكس، ومغنّي الراب ليل واين الذي يواجه عقوبة الحبس لمدة عشر سنوات لحيازته سلاحاً نارياً، وطبيبا شهيراً مداناً بالاحتيال.

ومن المحتمل كذلك أن يصدر ترمب عفواً عن نفسه أو عن بعض مناصريه الملاحقين على خلفية اقتحام مقر الكونغرس.

الشعبية في أدنى مستوى

وفي نهاية ولايته، تراجعت شعبية ترمب إلى أدنى مستوى منذ بداية عهده، مع إبداء 34 في المئة فقط من الأميركيين رضاهم عن أدائه، بحسب ما أظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه الإثنين.

وبحسب الاستطلاع الذي أجراه معهد غالوب بين 4 و15 كانون الثاني/يناير الجاري على عيّنة من 1,023 شخصاً فإنّ شعبية الرئيس الجمهوري هبطت إلى مستوى تاريخي غير مسبوق قبل أيام من انتهاء ولايته وتسلّم الديموقراطي جو بايدن مقاليد السلطة في 20 الجاري.

وسبق لشعبية ترمب أن بلغت في العام 2017 مراراً عتبة 35 في المئة، ولا سيّما بعد أعمال العنف الدامية التي حصلت خلال تظاهرة نظّمها في صيف ذلك العام اليمين المتطرّف في شارلوتسفيل بولاية فرجينيا.

ولفت معهد غالوب الذي يجري منذ العام 1938 استطلاعات للرأي منتظمة لتبيان درجة رضا الأميركيين عن رؤسائهم، إلى أنّ ترمب هو الرئيس الوحيد الذي عجز على مدار ولايته عن الحصول على رضا نصف مواطنيه على الأقلّ.

وبالنسبة لمعهد غالوب فإنّ هزيمة ترمب في الانتخابات الرئاسية تعود في جزء منها إلى عجزه عن الحصول على أيّ تأييد خارج قاعدته الانتخابية، في وقت يصنّف فيه أقلّ من ثلث الناخبين في الولايات المتّحدة أنفسهم جمهوريين بينما يعتبر غالبية المستقلّين أنفسهم أقرب إلى الحزب الديموقراطي منه إلى الحزب الجمهوري.

تابع القراءة
المصادر:
وكالات
Close