تقدم نجم كرة القدم كريم بنزيما، أمس الثلاثاء، بشكوى قضائية ضد وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، بتهمة التشهير، بعد سلسلة تصريحات أطلقها الأخير بحق لاعب الاتحاد السعودي، خلال شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عقب إعلان بنزيما تضامنه مع قطاع غزة في وجه العدوان الإسرائيلي.
وكان دارمانان، وهو الوزير اليميني الطامح لرئاسة فرنسا، هاجم بنزيما، بعدما عبّر هداف منتخب فرنسا السابق، والفائز بجائزة الكرة الذهبية لعام 2022، منتصف أكتوبر الماضي عن دعمه لسكان غزة، في تغريدة نشرها في 15 أكتوبر الماضي، على منصة "إكس" قال فيها: "صلواتنا لسكان غزة الذين يقعون مرة أخرى ضحايا لهذا القصف الظالم الذي لا يستثني النساء ولا الأطفال".
واتهم الوزير اليميني بنزيما بأنه على "صلات بجماعة الإخوان المسلمين" من دون أن يقدّم أي دليل أو يستند إلى أي واقعة، ما دفع لاحقًا وزارة الداخلية لإصدار بيان أوضحت فيه أن الوزير استند في كلامه إلى جملة تصرفات قام بها اللاعب، لكنها "لا تسمح بتقديمه إلى المحكمة".
"أكثر من فضيحة"
وبعد الحملة التي تعرض لها، توعد محامي بنزيما، هيو فيجييه حينها، برفع دعاوى بتهمة الإهانة ضد كل المسؤولين الذين طالوا اللاعب الفرنسي بتصريحاتهم.
وأكدت وكالة فرانس برس، أمس، أن فيجييه تقدم بالشكوى فعلًا، وقد تضمنت اتهامًا صريحًا لوزير الداخلية بالتشهير، وقالت إن تصريحات هذا الأخير "تقوّض" سمعة اللاعب.
كذلك يقول بنزيما في شكواه، إنه "لم يكن لديه أي صلة بسيطة مع تنظيم الإخوان المسلمين، ولا علم له بأي شخص يدعي أنه عضو فيها".
وأضاف: "أنا على علم بالدرجة التي يتم فيها استخدام شهرتي لأجل المناورات السياسية، والتي تكون أكثر فضيحة بالنظر إلى الأحداث المأساوية منذ 7 أكتوبر، والتي تستحق شيئًا مختلفًا تمامًا عن هذا النوع من التصريحات".
الحملة ضد كريم بنزيما
وخلال تصريحاته السابقة، أشار دارمانان إلى أنه مصدوم من عدم تعليق بنزيما حول مقتل إسرائيليين في عملية "طوفان الأقصى"، التي شنتها كتائب القسام حينها ضد مستوطنات غلاف غزة، أو في قضية مقتل معلم فرنسي على يد "طالب مسلم" في وقت سابق من الشهر نفسه، وفق ما صرح دارمانان.
وتعرض بنزيما لهجوم عنيف، جراء إعلان تضامنه مع غزة، من مسؤولين فرنسيين عدة، حيث طالبت النائبة في مجلس الشيوخ الفرنسي فاليري بوايي بسحب الجنسية من اللاعب، فيما اعتبرت القيادية في اليمين الفرنسي والوزيرة السابقة نادين مورانو خلال مقابلة تلفزيونية، أن بنزيما يمثل واحدًا من "أدوات البروباغندا لحركة حماس"، وفق وصفها.
"صديق العقيدة الإسلامية"
وليست هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها بنزيما لهذه الهجمات من السياسيين الفرنسيين، لا سيما اليمنيين منهم، فلطالما كان النجم الفرنسي ضحية التصريحات المتطرفة ضده، بعد كل منشور يعبّر خلاله عن انتمائه الديني.
وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، انتقد رئيس حزب "التجمع الوطني" الفرنسي اليميني، جوردان بارديلا، ظهور بنزيما بالزي العربي خلال احتفالات المملكة العربية السعودية بعيدها الوطني، واصفًا إياه بـ"المروج والسفير للإيديولوجيا الإسلامية" قائلًا: "إنه صديق سفر العقيدة الإسلامية".