أصدر القضاء الفرنسي، أمس الأربعاء، قرارًا بسجن لاعب نادي نيس الفرنسي، الجزائري يوسف عطال، وذلك على خلفية اتهامه بالتحريض على الكراهية، بسبب تضامنه مع قطاع غزة في العدوان الإسرائيلي الذي يلغ شهره الثالث.
وتضمن القرار القضائي السجن لمدة ثمانية أشهر مع وقف التنفيذ، كما فرضت المحكمة الجنائية في نيس على عطال غرامة مالية قدرها 45 ألف يورو في التهمة الموجهة إليه بالتحريض على الكراهية على أساس الدين، مع إجباره على نشر الإدانة الصادرة بحقه على نفقته الخاصة في صحيفتي "نيس-ماتان" و"لوموند".
"اليوم الأسود"
وقال راديو "مونت كارلو" الفرنسي: إن النجم الجزائري عطال سيكون أمامه 10 أيام للاستئناف أمام المحكمة الفرنسية ضد تلك العقوبات. فيما علق اللاعب حول سؤاله عن حكم المحكمة الفرنسية ومستقبله مع نادي نيس بالقول: "أفضل عدم الإجابة على هذا السؤال".
وكانت الشرطة الفرنسية قد أوقفت عطال، قبل أن تطلق سراحه في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بتهمة "التحريض على الكراهية العنصرية"، بعد نشره مقطعًا لشيخ فلسطيني يدعو فيه لنصرة غزة قائلًا: "اللهم أرنا في اليهود يومًا أسود".
وحذف عطال المنشور بعد نشره واعتذر عنه قائلًا: "أعلم أن منشوري صدم العديد من الأشخاص، ولم يكن ذلك في نيتي وأعتذر عن ذلك".
وأضاف: "أريد توضيح وجهة نظري من دون أي غموض: أدين بشدة جميع أشكال العنف في أي مكان في العالم، وأنا أدعم جميع الضحايا".
في كأس الأمم
وفي 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قررت اللجنة التأديبية التابعة لرابطة الدوري الفرنسي لكرة القدم إيقاف عطال لسبع مباريات، بعد تحقيق قضائي أولي بتهمة "الدفاع عن الإرهاب" و"معاداة السامية".
وكان عمدة مدينة نيس كريستيان أستروزي أبرز المنتقدين لعطال، إذ هدد بطرد اللاعب من نادي المدينة، إن لم يعتذر ويدن "إرهابيي حماس"، حسب تعبيره.
وكانت القضية لتقف عثرة في طريق مشاركة عطال بلاده، بكأس الأمم الإفريقية القادمة، لكن المدرب جمال بلماضي استدعى لاعب نيس البالغ من العمر 27 عامًا إلى قائمة "مقاتلي الصحراء".
وسيكون عطال حاضرًا مع "الخضر" في البطولة القارية التي ستنطلق يوم الثاني عشر من الشهر الجاري، في ساحل العاج، إذا تلعب الجزائر في المجموعة الرابعة، مع كل من أنغولا وبوركينا فاسو وموريتانيا.