تناقلت عدة حسابات وصفحات ناطقة باللغة العربية على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو زعمت أنه يوثق اللحظات الأخيرة لسفينة "فيربينا" قبل غرقها في البحر الأحمر.
وجاءت هذه المنشورات عقب إعلان المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثيين في اليمن، العميد يحيى سريع، يوم السبت الفائت، عن غرق سفينة "فيربينا" في خليج عدن بعد يومين من استهدافها بالصواريخ.
في حين زعمت صفحات أخرى أن الفيديو يعود إلى غرق السفينة "توتور" اليونانية، التي استهدفها الحوثيون الأسبوع الماضي، ويُعتقد أنها غرقت جنوب غربي مدينة الحديدة.
فيديو مضلل
وعلى الرغم من أن جماعة الحوثي قامت باستهداف هاتين السفينتين، إلا أن الفيديو المرفق مع المنشورات المتداولة من قبل بعض رواد مواقع التواصل مضلل.
فقد تحقق موقع "مسبار" المختص بالتدقيق في المعلومات المنشورة عبر الفضاء الرقمي وكشف الأخبار الكاذبة من هذا الادعاء، وبيّن أنه لا يتعلق باستهداف الحوثي للسفينة.
وبحسب الموقع، مقطع الفيديو المرفق قديم وليس لغرق السفينة "فيربينا" في البحر الأحمر، كما أنه لا يعود إلى غرق السفينة "توتور".
غرق سفينة بالبرازيل
أما مقطع الفيديو المضلل، فأظهر "مسبار" أن تاريخ تصويره يعود إلى يونيو/ حزيران 2020، ويوثق عملية إغراق السفينة "ستيلار بانر" قبالة سواحل البرازيل.
وبحسب تقارير إعلامية، تم إغراق سفينة "ستيلار بانر" المحملة بخام الحديد بحمولة 300 ألف طن عمدًا، على بعد حوالي 150 كيلومترًا من منطقة مارانهاو البرازيلية.
وجاء التحضير لغرق السفينة وفقًا لتوصيات جمعية الحماية والتعويض ومنظمة الاتحاد الدولي للتلوث لأصحاب الناقلات، المعترف بهم عالميًا للممارسات الجيدة في القضايا البيئية.
ونفّذت العملية حينها مجموعة من المتخصصين باستخدام المعدات المناسبة لتجنب الأضرار البيئية، وفق "مسبار".
إغراق السفن بالبحر الأحمر
واليوم الأربعاء، أعربت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية عن اعتقادها بأن الحوثيين في اليمن أغرقوا سفينة "توتور" اليونانية في البحر الأحمر.
وأضافت الهيئة في تحديث أمني، أن السلطات العسكرية أبلغت عن رصد حطام بحري ونفط في آخر موقع وجدت فيه السفينة.
وكانت القوات البحرية التابعة للقيادة المركزية الأميركية قد قالت يوم الأحد الفائت، إنها أنقذت طاقم ناقلة البضائع السائبة "توتور" المملوكة لشركة يونانية وترفع علم ليبيريا بعد أن استهدفها الحوثيون في 12 يونيو الجاري في البحر الأحمر.
وأوضحت البحرية الأميركية أن البحارة التابعين لحاملة الطائرات "ايزنهاور"، قاموا بنقل الطاقم جوًا يوم السبت الفائت لافتةً إلى أن بحارًا مدنيًا ما يزال مفقودًا.
وتسبب الهجوم الذي وقع بالقرب من ميناء الحديدة اليمني في تسرب كبير للمياه وأضرار في غرفة المحرك، ما جعل الناقلة "توتور" غير قادرة على الإبحار.
وكانت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية قد أعلنت عن تلقيها بلاغًا عن واقعة على بعد ميلًا بحريًا جنوبي المخا في اليمن، مضيفةً أن السلطات بصدد التحقيق في الحادث.
من جانبه، صرح المتحدث باسم الحوثي يحيى سريع أن الغرق هو مصير السفن المستهدفة خلال الأيام الماضية، "جراء انتهاكها حظر الوصول إلى موانئ الاحتلال الإسرائيلي.
وكشف سريع الأحد أن سفينة "فيربينا" غرقت بخليج عدن، وسفينة "توتور" معرضة أيضًا للغرق خلال ساعات.
