Skip to main content

هجوم إسرائيل على الحديدة.. ما الرد المتوقع من جماعة الحوثي؟

السبت 20 يوليو 2024
أكدت إسرائيل أن القصف رد عسكري على قصف تل أبيب بمسيرة حوثية أدت إلى مقتل إسرائيلي وإصابة آخرين - غيتي

لأول مرة منذ تأسيسها، أعلنت إسرائيل استهداف الأراضي اليمنية، ردًا على مئات الغارات التي نفذها الحوثيون على تل أبيب، وفق البيان الرسمي.

وأكد جيش الاحتلال أن العملية إسرائيلية خالصة، وأن الكابينت الأمني اجتمع ظهر السبت قبل العملية.

ولفتت إسرائيل إلى أن القصف رد عسكري على قصف تل أبيب بمسيّرة حوثية أدت إلى مقتل إسرائيلي وإصابة عشرة آخرين.

وكان وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، قد قال إن هذا العام هو عام الحرب، فيما أكد الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أن تل أبيب في "حرب متعددة الساحات وتتحرك ضد كل التهديدات".

الحوثيون يتوعدون إسرائيل

بدورها، أعلنت جماعة أنصار الله، أن القصف الإسرائيلي أوقع شهداء وجرحى، واستهدف منشآت مدنية، بما فيها محطة الحديدة وخزانات الوقود، بالإضافة إلى ميناء المدينة.

وتوعدت الجماعة بالرد القاسي، مؤكدة ألا تراجع عن مساندة الشعب الفلسطيني، واضعة القصف الإسرائيلي في إطار الضغط على الشعب اليمني لوقف جبهة الدعم والإسناد، كما أكدت الجماعة أن الولايات المتحدة وبريطانيا متورطتان بالقصف على الحديدة.

تبنت إسرائيل شن غارات على أهداف بمدينة الحديدة غربي اليمن بدعوى تبعيتها لجماعة الحوثي - غيتي

وفيما تنفي إسرائيل ذلك، تذهب صحيفة "نيويورك تايمز" إلى هذا الاتجاه بالقول: إن أربعة مسؤولين أميركيين أكدوا أن إسرائيل تصرفت بمفردها دون العودة لأحد.

فيما قال موقع "أكسيوس" إن مسؤولين عسكريين إسرائيليين وأميركيين تواصلوا عدة مرات قبل القصف على الحديدة.

"سنقابل التصعيد بالتصعيد"

وفي هذا الإطار، يقول عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي، محمد البخيتي: إننا "في حالة حرب مباشرة مع أميركا وبريطانيا والكيان الصهيوني"، مشيرًا إلى أن الجماعة، ومنذ أن ساندت غزة، كانت تتوقع مثل هذه الردود.

ويضيف في حديث للتلفزيون العربي من اليمن، أن الحوثي تطمئن الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم بأن عملياتها العسكرية ضد الاحتلال ستستمر ولن تتوقف، بل ستتصاعد وستقابل التصعيد بالتصعيد.

ويشير البخيتي إلى أن الأميركيين والبريطانيين من خلال تصريحاتهم يحاولون التهرب من مسؤوليتهم عن هذا العدوان، لكنهم لن ينجوا من العقاب، لا هم ولا إسرائيل ولا أي دولة في المنطقة يثبت تورطها في العدوان على اليمن.

ويلفت إلى أن إسرائيل تريد الاستمرار في ارتكاب مجازر الإبادة الجماعية، وتريد منا أن نتفرج عليها ونسكت، من أجل أن نفقد إنسانيتنا وأخلاقنا.

وفيما يؤكد أن تورط الاحتلال الإسرائيلي في العدوان على اليمن وتوسيع رقعة الصراع سيسرع من عملية إنهاء وجوده، حذر البخيتي من أن طبيعة الرد ستكون بزيادة رقعة الأهداف، وأن الكل سيدفع ثمن العدوان على اليمن.

ويشير إلى أن الرسالة التي أراد أن يوصلها وزير الحرب الإسرائيلي سترتد على الكيان الصهيوني، لأن عدوانهم على اليمن لن يوقف عملياتنا المساندة لغزة، وسنقابل التصعيد بالتصعيد، وبالتالي، سيكون الموقف اليمني مصدر إلهام ليس فقط لدول محور المقاومة، وإنما للشعوب العربية والإسلامية الغاضبة والرافضة لما يجري في غزة.

"مشهد دراماتيكي"

من جهته، يعرب الخبير العسكري والإستراتيجي، إلياس فرحات، عن اعتقاده أن الهدف من استهداف ميناء الحديدة وتحديدًا منشآت النفط ومحطة الكهرباء هو توجيه ضربة قوية دراماتيكية لإظهار حريق كبير على شاشات التلفزيون، بالإضافة إلى ضرب الاقتصاد اليمني، وخصوصًا قطاعي الكهرباء والنقل، وضرب المؤسسات التي تعمل على الطاقة الكهربائية.

وفي حديث للتلفزيون العربي من بيروت، يضيف أن اللافت في هذه العملية أن إسرائيل لم تعلن أنها قصفت أهدافًا عسكرية مثل مخازن أو مراكز قيادة وسيطرة، كما كانت بريطانيا وأميركا تعلنان ذلك من قبل.

ويرى فرحات أن هذه العملية الإسرائيلية قد تتبعها عمليات أخرى، كما أن الرد اليمني المرتقب سوف يؤدي إلى حرب سجال طويلة.

ويوضح فرحات أن العملية الإسرائيلية هدفها إستراتيجي، وليس عسكريًا محدودًا مثل استهداف مراكز القيادة أو مواقع الصواريخ.

"رسالة ردع"

الخبير بالشأن الإسرائيلي، جاكي خوري، من جانبه، أوضح أن علنية القرار الإسرائيلي في قصف الحديدة تلعب دورًا أساسيًا في محاولة إيصال رسالة ردع.

وفي حديث للتلفزيون العربي من حيفا، أعرب خوري عن اعتقاده أن هذا الإعلان الإسرائيلي، والذي جاء اليوم السبت، وهو عطلة رسمية في تل أبيب، هو رسالة أيضًا لإيران، باعتبارها من يزود ويوفر الغطاء العسكري والإستراتيجي للحوثيين ولأطراف أخرى في المنطقة.

ويضيف أن المسافة التي قطعتها الطائرات الإسرائيلية، بالإضافة إلى عملية التزود بالوقود خلال الرحلة إلى الأراضي اليمنية، هي أيضًا رسالة لإيران، بالإضافة إلى النيران التي أحدثها هذا الهجوم.

ويوضح خوري أن جبهة اليمن ليست جبهة مواجهة، في ظل وجود آلاف الأميال بينها وبين تل أبيب، وبالتالي أصبحت الدفاعات الجوية الإسرائيلية، خاصة بعد الفشل الذي حصل هذا الأسبوع، على المحك وفي امتحان كبير.

ويخلص الخبير بالشأن الإسرائيلي، جاكي خوري، إلى أن هذا الوضع ليس فقط بين إسرائيل والحوثيين، بل أصبح له بعد إقليمي.

المصادر:
التلفزيون العربي
شارك القصة