تعرّض مركز تخصيب اليورانيوم في منشأة نطنز النووية، صباح الأحد، لعمل تخريبي أدى إلى تعطّل شبكة الكهرباء لفترة وجيزة، من دون التسبّب في إحداث أضرار أو خسائر بشرية، وفقًا للرواية الإيرانية.
وبينما وصفت طهران الحادث بـ"الهجوم النووي"، متوعّدة بالردّ، كان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن يُجدّد، من تل أبيب، دعم إدارة بايدن لاسرائيل.
وذكرت وسائل الإعلام الاسرائيلية أن الأضرار الناجمة عن الهجوم أكبر مما أعلنت عنه طهران، حيث أدى إلى اغلاق أقسام كبيرة في المنشأة.
أبو شادي: الحادث لن يؤثر على المنشأة
وشرح يسري أبو شادي، كبير خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية سابقًا، لـ"العربي"، أن توقّف الكهرباء عن أجهزة الطرد المركزي لم يكن له الأثر الكبير على المنشأة.
وعن دعوة صالحي الوكالة الدولية للطاقة الذرية لاتخاذ موقف من الحادث، قال يسري إن دور الوكالة هو "تنفيذي" فقط، وهي ليست جهة تحقيق.
وأشار إلى ضرورة وجود تغييرات منطقية في الاتفاق النووي تتعلّق بالجدول الزمني لبعض الشروط، وهو أمر سيوافق عليه الطرفان.
شريعتمدار: إيران ترفض أي تغييرات
بدوره، اعتبر محمد مهدي شريعتمدار، الديبلوماسي الايراني السابق، لـ"العربي"، أن الحرب مستمرة بين طهران وتل أبيب، وهذا الحادث لن يؤثر على مسيرة مشروع ايران النووي السلمي، والذي لم يفشل رغم كل المحاولات الأميركية والاسرائيلية لتعطيله.
وأشار إلى أن الحادث لن يبقى دون ردّ لكن على المجتمع الدولي والإدارة الأميركية اتخاذ موقف واضح من الأعمال العدائية الاسرائيلية، إذ "لا يُمكن للأوروبيين والأميركيين أن ينخرطوا في محادثات للعودة إلى الاتفاق بينما هم يعلنون تأييدهم لاسرائيل. فالمفاوضات لا يمكن أن تنجح أو تثمر في جو من الأعمال الإرهابية".
واعتبر أن الطرفين الايراني والأميركي يتّجهان إلى حلحلة الملف بطريقة ديبلوماسية، ولذلك تسعى تل أبيب إلى إفشال هذه المحادثات سواء بتلفيق التقارير، أو عبر الأعمال الإرهابية، لكنّه أكد، في الوقت نفسه، أن إيران لن توافق على إدخال تغييرات على الاتفاق السابق، نظرًا لغياب الضمانات حول التزام واشنطن بهذه التغييرات.
فيتزباتريك: تل أبيب لن تغيّر قناعات واشنطن
وأكد مارك فيتزباتريك، المدير السابق لبرنامج نزع السلاح النووي في الخارجية الأميركية، لـ"العربي"، أن إدارة بايدن قلقة من التصعيد في الشرق الأوسط، وهي تؤكد على انتهاج الديبلوماسية، ومستميتة للعودة إلى الاتفاق النووي.
وأعرب عن اعتقاده أن وزير الدفاع الأميركي سيؤكد خلال محادثاته على ضرورة وقف التصعيد، مشيرًا إلى أن بايدن "لن يأخذ بعين الاعتبار مخاوف نتنياهو الذي، على عكس الولايات المتحدة، لا يرغب بأي مسار ديبلوماسي في العلاقة مع طهران، وإحياء الاتفاق النووي"، مستبعدًا أن تستطيع تل أبيب تغيير قناعات واشنطن فيما يتعلّق بالعودة إلى الاتفاق النووي.
وقال إن النهج التفاوضي بين طهران وواشنطن يجب أن يكون على مرحلتين: العودة إلى الاتفاق النووي السابق الموقّع في العام 2015، وإدخال تحسينات على الاتفاق، معتبرًا أن الوضع سيكون معقدًا في المرحلة الثانية، لكنّه يستحق الانتظار.