تشهد الحدود الجنوبية اللبنانية هدوءًا حذرًا اليوم الإثنين بعد العملية التي نفذها حزب الله يوم أمس واستهدفت مواقع في بلدات رويسات العلم وزبدين والرادار داخل مزارع شبعا التي تحتلها إسرائيل.
وكان حزب الله قد أعاد نصب خيمة له في منطقة مزرعة بسطرة التي استهدفها الجيش الإسرائيلي ردًا على عملية الحزب في مزارع شبعا، وفقًا لما أفاد به مراسل "العربي".
حالة توتر واضحة
ويسير الجيش اللبناني منذ الصباح دوريات في المناطق الحدودية استكمالًا لإجراءاته التي بدأها بعد التطورات الأخيرة في غزة، فيما رصدت إجراءات مشابهة لقوات حفظ السلام في جنوب لبنان "اليونيفيل".
وكانت ليلة أمس الأحد قد شهدت تحليقًا مكثفًا للطيران الإسرائيلي الاستطلاعي والحربي من دون تسجيل أي حادث أمني من الجهة اللبنانية، وذلك بعد أن أشيع في الإعلام الإسرائيلي عن تسجيل حادث أمني في مستوطنة شتولا الحدودية تبين لاحقًا أنه اشتباك إسرائيلي داخلي عن طريق الخطأ.
وقال مراسل "العربي" في الجليل الأعلى، أحمد جردات، في رسالة صباحية، إنه على الرغم من الهدوء الحذر، إلا أن حالة التوتر واضحة من خلال تحركات آليات الجيش الإسرائيلي ونشاط الطائرات الاستطلاعية على الحدود مع لبنان. ويثير ذلك مخاوف من دخول حزب الله إلى خط المواجهة القائمة حاليًا مع قطاع غزة منذ بداية عملية "طوفان الأقصى".
إخلاء مستوطنات الشمال
وأضاف جرادات أن التأهب العسكري الإسرائيلي على حدود لبنان جاء بعدما أوعز وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، بالاستعداد لإخلاء مناطق ومستوطنات على الحدود مع لبنان، استعدادًا لأي مواجهة محتملة مع حزب الله.
ورأى مراسل "العربي" أن التحركات العسكرية الإسرائيلية تشير إلى وجود احتمالين لا ثالث لهما، وهما إما الاستعداد لضربة عسكرية استباقية ضد حزب الله، أو الاستعداد لأي تطور أو توتر محتمل.
وبحسب ما أفادت به مصادر أمنية لبنانية لـ"العربي"، يوم أمس الأحد، فإن ما يقارب 30 قذيفة أطلقت من جنوب لبنان نحو مزارع شبعا المحتلة.
وبينما رد الجيش الإسرائيلي بقصف في مزارع شبعا، أفادت مراسلة "العربي" في بيروت بأن الطيران الحربي الإسرائيلي نفذ تحليقًا مكثفًا في سماء قرى بنت جبيل في جنوب لبنان.
وقال رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله اللبناني هاشم صفي الدين في مناسبة تضامنية أقامها الحزب في بيروت يوم أمس، موجهًا حديثه لفصائل المقاومة الفلسطينية: إنّ "سلاحنا وصواريخنا معكم".
وأشار إلى أن "المقاومة أرسلت صباح اليوم تحية إلى المقاومين الفلسطينيين"، مردفًا بأن "هذه الرسالة يجب أن يتمعّن بها الإسرائيلي جيدًا".