اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" مساء الأحد، أن إعلان الولايات المتحدة تقديم مساعدة عسكرية إضافية إلى إسرائيل يمثل "مشاركة فعلية في العدوان" على الفلسطينيين.
وقال المتحدث باسم الحركة حازم قاسم في بيان: إن "إعلان الولايات المتحدة استقدام حاملة طائرات للمنطقة لدعم الاحتلال في عدوانه على شعبنا، هو مشاركة فعلية في العدوان على شعبنا، ومحاولة لترميم معنويات جيش الاحتلال المنهارة بعد هجوم كتائب القسام".
وأضاف قاسم: "إن هذه التحركات لا تُخيف شعبنا ولا مقاومته التي ستواصل دفاعها عن شعبنا ومقدساتنا في معركة طوفان الأقصى".
حاملة طائرات أميركية تتجه إلى شرق المتوسط
يأتي ذلك بعدما أمر الرئيس الأميركي جو بايدن بـ"دعم إضافي" لإسرائيل إثر عملية "طوفان الأقصى" التي قادتها حركة حماس، وفق ما أعلن البيت الأبيض الأحد، مشيرًا إلى أن بايدن أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن مساعدة عسكرية أميركية إضافية في طريقها إلى إسرائيل.
وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في بيان: إن "حكومة الولايات المتحدة ستزود قوات الدفاع الإسرائيلية بسرعة معدات وموارد إضافية، بينها ذخائر".
وأضاف أنه وجه حاملة الطائرات "يو إس إس جيرالد آر فورد" والسفن الحربية المرافقة لها إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، وأن واشنطن تعمل على تعزيز أسراب الطائرات المقاتلة في المنطقة.
"يو إس إس جيرالد آر فورد"
و"يو إس إس جيرالد آر فورد" هي حاملة طائرات تابعة للبحرية الأميركية بدأ بناؤها في نوفمبر/ تشرين الثاني 2009 ودُشنت عام 2013 وتم تسليمها إل البحرية الأميركية عام 2017.
لكن تشغيلها تأخر أكثر من مرة جراء مشكلات تقنية وتكنولوجية. وهي باكورة جيل جديد من السفن العاملة بالدفع النووي وقادرة إلى الإبحار لعشرين عامًا دون الحاجة إلى التزود بالوقود.
ويتجاوز طولها 335 مترًا وتتجاوز سرعتها 54 كيلومترا في الساعة ويفوق وزنها 100 ألف طن وتستطيع حمل نحو 76 طائرة حربية منوعة.
مخاوف من اتساع المعركة
وفي هذا السياق، يشير الخبير في الشؤون الإسرائيلية رجائي الكركي إلى الدور الذي يجب أن تلعبه الأنظمة العربية في مساعدة الشعب الفلسطيني في ظل الموقف الأميركي، لافتًا إلى دور الشعوب العربية الحرة التي قد تنفذ طوفانًا بشريًا لنصرة فلسطين.
وأوضح الكركي في حديث إلى "العربي" من غزة، أن إسرائيل عبّرت عن مخاوفها من اتساع المعركة ما يرجح تدخل الشعوب العربية ومحاولتها اختراق الحدود عنوة بما يخالف أنظمتها الحاكمة.
وقال الكركي: "دفع هذا بإسرائيل لإغلاق حدودها من كل الجهات وتشديد الأمن على الحدود مع الأردن وسوريا ولبنان، لأنها تخشى من الشعوب العربية ومن دخول عناصر المقاومة من جهات أخرى للمشاركة في المعركة القائمة".
كما لفت إلى أن الإعلام العبري تحدّث بالأمس بأن إسرائيل أمام ألف مقاتل من كتائب القسام فماذا لو كان هذا العدد يتخطى الخمسة آلاف، مشيرًا إلى اعتراف إسرائيلي مبطن بأنها أصبحت عاجزة عن السيطرة على زمام الأمور.
ورأى أن كثافة القصف على غزة تدل على أن "إسرائيل عاجزة عن حسم المعركة في مستوطنات غلاف غزة وبالتالي تستهدف المدنيين في محاولة لاسترداد ماء الوجه".
وتستمر المواجهات بين المقاومين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي في مستوطنات غلاف غزة ضمن عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى في غزة، وذلك ردًا على اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس المحتلة.
وأسفرت العملية المستمرة عن مقتل أكثر من 700 إسرائيلي وتسجيل أكثر من 2156 إصابة، وفق ما نقلت القناة 12 الإسرائيلية.