الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

"هدية بريطانية" تفتك بالدبابات الروسية.. ما هي صواريخ "إن.إل.إيه.دبليو"؟

"هدية بريطانية" تفتك بالدبابات الروسية.. ما هي صواريخ "إن.إل.إيه.دبليو"؟

شارك القصة

" أنا العربي" يرصد أبرز الأسلحة المستخدمة في الحرب على أوكرانيا (الصورة: غيتي)
يقوم الجنود الأوكرانيون بدوريات حاملين تلك الصواريخ على ظهورهم، وفي 15 ثانية، وأحيانًا أسرع من ذلك، يمكن للجنود فكّ السلاح ونصبه، وإطلاق زر الأمان بانتظار الهدف.

جذبت أسلحة "إن.إل.إيه.دبليو" (NLAW) البريطانية المضادة للدبابات الأنظار إليها في الحرب الروسية على أوكرانيا، حيث ألحقت خسائر كبيرة بالجيش الروسي.

وهذه الصواريخ هي ضمن المساعدات البريطانية المقدمة لأوكرانيا. وفي وصفها لهذه الأسلحة، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إنها "هدية من بريطانيا منحت القوات الأوكرانية القدرة على إصابة العدو بلمح البصر.

وفي وصفها لهذه الأسلحة، قالت الصحيفة: "في بعض الأحيان، لا يستغرق الأمر سوى جزء من الثانية قبل أن يصل الوميض القصير إلى دبابة أو عربة مدرعة لتنفجر فجأة مسببة دخانًا كثيفًا ولهبًا متصاعدًا، في إشارة إلى انفجارها. وغالبًا ما تنفجر الدبابة من الداخل، بفعل إصابتها بهذا السلاح البريطاني عالي الدقة، مع ما تحمله من متفجرات".

وأضافت أن الجنود الأوكرانيين كانوا يقومون بدوريات حاملين تلك الصواريخ على ظهورهم، وفي 15 ثانية، وأحيانًا أسرع من ذلك، يمكن للجنود فكّ السلاح ونصبه، وإطلاق زر الأمان بانتظار الهدف.

ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة قولها إن هذا السلاح الفتّاك هو نتيجة عقود من البحث حول أسلحة خفيفة الوزن وصغيرة.

ما هي صواريخ ""إن.إل.إيه.دبليو"؟

ومضاد الدروع من نوع "إن.إل.إيه.دبليو" هو أحدث جيل من الأسلحة الخفيفة المضادة للدبابات. وهو منتج من شركة "صعب" (Saab) السويدية، وقد تمّ بيعه إلى عدد من دول حلف شمال الأطلسي "الناتو"، بما في ذلك بريطانيا، التي تجمع الصواريخ بمصنع في بلفاست في أيرلندا الشمالية، لصالح الجيش البريطاني.

وعلى الرغم من أن الجيش البريطاني يملك أيضًا صواريخ "جافلين" (Javelin) الأميركية، فقد بدأ في شراء "إن.إل.إيه.دبليو" منذ حوالي 10 سنوات، وأرسلها إلى أوكرانيا بأعداد كبيرة، من دون الإعلان عن ذلك.

وقال دبلوماسي بريطاني للصحيفة، شريطة عدم الكشف عن هويته، إن بريطانيا أرسلت أكثر من 4200 قطعة من هذا السلاح بصفة غير رسمية إلى أوكرانيا.

وأضاف: "ما زلنا نقدّر أن هذه الصواريخ هي أحد أفضل الأسلحة الدفاعية قصيرة المدى المضادة للدبابات".

"جافلين" v/s "إن.إل.إيه.دبليو"

وبالمقارنة مع سلاح "جافلين" (Javelin) المضاد للدبابات الأميركي الصنع، والذي أشاد به المسؤولون في البنتاغون والبيت الأبيض وأرسلوه إلى أوكرانيا بالآلاف، فإن "إن.إل.إيه.دبليو" يزن أقل بحوالي النصف، ويكلّف أقلّ بكثير، ويمكن التخلص منه بسهولة. وهو مُحسَّن للاستخدام في المعارك قصيرة المدى نسبيًا التي ينخرط فيها الجنود الأوكرانيون مع القوات الروسية الغازية.

وتشمل كل من صواريخ "جافلين" و"إن.إل.إيه.دبليو"، وكلاهما محمول على الكتف، ميزات لم تُشاهد سابقًا إلا في أسلحة أكبر بكثير وأكثر تعقيدًا، وهي الأنواع التي عادة ما يتم تركيبها على المركبات.

ويمكن إطلاق كلا السلاحين مباشرة على أهداف مثل جنود العدو أو مبنى، ولكن عند مهاجمة المركبات، يمكن أيضًا برمجتها لاستهدافها من الأعلى، حيث تمتلك الدبابة أو حاملة الجنود المدرعة دروعًا أقل. كما يمكن للسلاح الأميركي أن يطير ثم يهبط ليصطدم بالهدف وينفجر، بينما يطير الصاروخ البريطاني في مسار أقصر، ويعبر فوق هدفه ويطلق ذخيرته نحو الأسفل.

والنتيجة، كما هو واضح في أوكرانيا، هي نفسها: تدمير عدد لا يحصى من الدبابات وناقلات الجند المدرعة والشاحنات الروسية.

وأثبتت هذه الصواريخ فاعليتها، على الرغم من مساعي التصدي لها، حيث زعم الجيش الروسي أن نظامًا دفاعيًا على أحدث دبابات روسية (T-90) كان قادرًا على استشعار الصواريخ المضادة للدبابات مثل "جافلين" و"إن.إل.إيه.دبليو" وتدميرها أثناء الطيران.

لكن الواقع غير ذلك، إذ لا تقوم القوات الروسية إلا بوضع أقفاص من قضبان فولاذية متوازية فوق أبراج الدبابات، بينما أظهرت مقاطع فيديو أدلة أن كل تلك الدفاعات فشلت في صد الصواريخ الأوكرانية.

وقال الدبلوماسي للصحيفة إن قدرات السلاحين تجعل من "جافلين" أشبه ببندقية قنص يصيب المركبات المدرعة من مسافات بعيدة، في حين أن  "إن.إل.إيه.دبليو" أفضل للمعارك القريبة وسيناريوهات الكمائن.

وأكد الدبلوماسي أنه بالنظر إلى أن الأوكرانيين غير قادرين على محاربة الدروع الروسية بدباباتهم، فيجب عليهم استخدام تكتيكات مختلفة، مضيفًا أن الأوكرانيين أظهروا إرادة وقوة أعصاب غير عادية للاقتراب من الدبابات وتدميرها في هذه الهجمات الصاروخية.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات
Close