قد لا يجد الطفل الذي يتعرّض للتحرش الجنسي الكلمات المناسبة للتعبير عمّا يحدث معه. وفي كثير من الأحيان، لا يفهم هذا الانتهاك الذي يخترق خصوصية جسده الصغير ويتسبب له بأذى قد يرافقه لفترة طويلة. وإن شعر بالإساءة فغالبًا سيردعه الخجل عن ما يتراءى له "عارًا" عن البوح.
فكيف يُمكن للأهل أو مقدمي الرعاية أن يكتشفوا تعرض طفل أو مراهق للاستغلال الجنسي، بغرض حمايته ومدّه بالمساعدة الفورية اللازمة؟
إن بدا الأمر صعبًا ـ وهو كذلك ـ لا سيما مع الصمت الذي يفرضه المتحرّش وتستسلم له الضحية القلقة والخائفة، إلا أن هناك مجموعة من العلامات التي يُقدمها المختصون باعتبارها دلائل على حدوث ما هو مريب ويستدعي النظر فيه.
دم وكدمات
لورين بوك، المؤسّسة والرئيسة التنفيذية لمؤسسة "لورين للأطفال" تتحدث عن علامات رئيسية جسدية وسلوكية يمكن أن تدل على تعرض طفل أو مراهق للإساءة. وتوضح أن هذه العلامات تختلف تبعًا للمرحلة العمرية.
ووفق موقع "Childmind"، تشير بوك إلى أنه في ما يخص الرضّع، الدم في الحفاضات أو الكدمات غير المبررة غالبًا ما تكون مؤشرات إلى أن هناك شيئًا ما ليس على ما يرام، وعلى أولياء الأمر معرفته.
وللأطفال الأكبر سنًا، فإن الكدمات غير المبررة هي أيضًا علامة، وكذلك تفاعلهم مع البالغين. وفي هذا الصدد تشرح بوك أن الطفل الذي لا يواجه في العادة مشكلة بمرافقة أحدهم ثم بات فجأة متوترًا جدًا إزاء فعل ذلك، قد تدل ردة فعله هذه على وجود أمر مريب.
ومن الأمثلة السلوكية التراجعية التي تقدمها بوك: التبول في الفراش بعد أن كان الطفل أجاد استعمال "النونية"، الكوابيس ومص الإبهام إذا لم يكن الطفل يفعله من قبل.
هدايا غير مبررة
وبشأن المراهقين، تلفت بوك إلى أنه يجب البحث عن الهدايا والأموال والتفاعلات عبر الإنترنت غير المبررة.
وتضع بوك في إطار ما يمكن اعتباره علامات مثيرة للقلق؛ الألم الجسدي والمشكلات في المشي.
بدوره موقع منظمة "RAINN"، الذي يقدّم علامات منذرة على احتمال تعرض الطفل للتحرش الجنسي، يُدرج في هذا الخصوص:
احتفاظ الطفل بالأسرار وعدم الكلام بالقدر المعتاد، وظهو سلوك جنسي غير ملائم لعمره، وقضاؤه مدة غير اعتيادية من الوقت بمفرده، ومحاولة تجنب نزع ملابسه لتبديلها أو الاستحمام.
وعلى المستوى العاطفي تندرج ضمن العلامات التي يُعددها موقع "RAINN": التغير في العادات الغذائية، والتغير في مزاج الطفل وشخصيته كزيادة العدوانية، وانخفاض ثقته بنفسه، والقلق أو الخوف المفرط، والزيادة في المشاكل الصحية غير المبررة كوجع المعدة ووجع الرأس، وفقدان أو تراجع الاهتمام بالمدرسة والأنشطة والأصدقاء.