أُفيد عن هروب رجل الأعمال السوري، خضر طاهر بن علي، الملقب بـ "أبو علي خضر"، إلى جهة غير معلومة وبحوزته "3 مليارات دولار".
ويُعد أبو علي أحد أبرز واجهات نظام الأسد الاقتصادية، وجاء فراره ـ وفق ما أُفيد ـ "خوفًا من اعتقاله بعد أنباء عن استدعائه للتحقيق"، إثر اعتقال 3 من رجاله المقرّبين من بينهم صهره إيهاب الراعي، أحد المسؤولين عن الحواجز في الفرقة الرابعة.
وبحسب تقارير فإن بن علي كان قد تحوّل من "بائع فروج" إلى ملياردير تلاحقه العقوبات الدولية. فكيف كانت رحلته تلك؟
بائع دجاج وسائق ميكروباص
وُلد أبو علي خضر بمحافظة طرطوس عام 1976. وتؤكد تقارير محلية أنه كان يعمل بائع دجاج في أحد الأسواق، فيما تشير أخرى إلى أنه عمل أيضًا سائق ميكروباص، قبل أن يصبح أحد الحيتان الاقتصادية في سوريا.
وبدأ نشاطه مع الفرقة الرابعة التابعة لماهر الأسد مع اندلاع الثورة السورية عام 2011، مسؤولًا على عبور البضائع عبر الحواجز الأمنية بين المحافظات.
أنباء عن هروب “أمير المعابر” أبو علي خضر بحوزته المليارات.. هذه رحلته من “بائع فراخ” إلى أحد أبرز تجار الحرب في #سوريا pic.twitter.com/IIQi5psMvJ
— أنا العربي - Ana Alaraby (@AnaAlarabytv) April 5, 2022
واستطاع أن يجمع ثروة طائلة من خلال فرض إتاوات بالملايين على التجار، وتحصيل الرسوم على الحواجز والمعابر الداخلية بين مناطق النظام والمعارضة ولبنان.
وقد تمكن، مستفيدًا من دعم السلطات الأمنية والعسكرية، من تأسيس شركة "قلعة للحماية والحراسة والخدمات الأمنية" عام 2017.
وأصبحت هذه الشركة الأمنية الخاصة الذراع التنفيذي غير الرسمي لمكتب أمن الفرقة الرابعة؛ مسؤولة عن توفير "حماية البضائع" عند نقاط التفتيش.
"واجهة أسماء الاقتصادية"
وتتحدث تقارير عدة عن أن أبو علي خضر يُعد "الواجهة الاقتصادية لأسماء زوجة بشار الأسد"، حيث أطلق عام 2019 شركة "إيماتيل" للاتصالات.
وفيما تشرح تقارير أن ملكية تلك الشركة تعود إلى "أسماء الأسد"، أفادت بأن الأخيرة أمرت بتأسيسها لخلق بدائل للإمبراطورية التجارية لرامي مخلوف ابن خال بشار الأسد، الذي ظل مهيمنًا على قطاع الاتصالات لسنوات من خلال شركته "سيريتل".
وأبو علي أسّس أيضًا شركة "إيلا" ميديا، وهي شركة إعلانات تُدير أكبر شبكة إعلانية في سوريا.
إضافة إلى ذلك، فهو يمتلك شركة "إيلا" للسياحة ويرأس مجلس إدارة "الشركة السورية للإدارة الفندقية" التي يمتلك ثلثَي أسهمها. كما شارك في تأسيس شركة "الياسمين للمقاولات"، التي يمتلك 90% من نسبتها.
وإلى جانب امتلاكه 50% من حصص الشركة السورية للمعادن والاستثمارات، يحظى بنفوذ واسع في الدائرة المقربة من النظام.
وأبو علي كان قد خاض نزاعًا مع وزير الداخلية في حكومة النظام السوري، الذي أصدر قرارًا بمنع التعامل معه عام 2019، غير أنه تراجع عنه بعد أسبوعين فقط.
عقوبات دولية وشركات وهمية
في سبتمبر/ أيلول 2020، خضع أبو علي خضر للعقوبات من قبل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي بسبب مساهمته في تمويل النظام وتورّطه في تجارة وتهريب الكبتاغون، وفق ما أشارت إليه صحيفة "نيويورك تايمز".
والصحيفة توقفت عند تقارير عن تورط النظام السوري وأفراد من عائلة الأسد في تصنيع الكبتاغون وتهريبه.
وتجارة الكبتاغون تلك كانت قد توسعت في الشرق الأوسط لتتجاوز 5 مليارات دولار عام 2021، بحسب معهد "نيو لاينز" الأميركي.
من جهة أخرى، برز اسم أبو علي خضر في تقرير خاص لصحيفة "الغارديان" البريطانية في مارس/ آذار الماضي، شمل قائمة بأسماء شخصيات أنشأت شركات وهمية للتهرب من العقوبات الدولية.
ويقول التقرير: إن ما لا يقل عن 3 شركات وهمية أُسّست في سوريا في اليوم نفسه، بغرض الاستثمار وإدارة شركات أخرى.
وأصحاب الشركات الوهمية يرتبطون بنظام الأسد، ويأتي من بينهم أبو علي خضر المالك الأكبر لشركة "إيلا للخدمات".