الأحد 29 Sep / September 2024

هل تُجبر تطورات الشرق الأوسط إدارة بايدن على تغيير سياستها الخارجية؟

هل تُجبر تطورات الشرق الأوسط إدارة بايدن على تغيير سياستها الخارجية؟

شارك القصة

بلينكن خلال جولة دبلوماسية مكوكية في الشرق الأوسط خلال العدوان الاسرائيلي على غزة.
بلينكن خلال جولة دبلوماسية مكوكية في الشرق الأوسط بعد العدوان الإسرائيلي على غزة (غيتي)
قالت الباحثة ميشيل دنّ: "عندما يتعلق الأمر بالصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، فإن إدارة بايدن تقرأ من كتاب قواعد اللعبة القديم والباهت".

على الرغم من أن استراتيجية السياسة الخارجية لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تُركّز على الحد من نفود الصين وروسيا، وعدم الانجرار في مشكلات الشرق الأوسط، إلا أنها خاضت أولى اختباراتها الحقيقية في المنطقة مع اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة الأسبوع الماضي.

واعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أن الأزمات المتلاحقة في الشرق الأوسط أجبرت إدارة بايدن على تعديل استراتيجية أولوياتها في ملف السياسة الخارجية، سواء في محادثات فيينا حول النووي الايراني، ومن خلال الموجة الجديدة من الدبلوماسية الأميركية المكوكية، حيث اعتمد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن على مساعدة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من أجل وقف إطلاق النار في غزة، وبينما تُحصي المنظمات الدولية تكلفة إعادة الإعمار بعد العدوان على قطاع غزة، في مقابل استغلال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذه الفرصة للتذمّر من إيران، والتحذير من الجهود الأميركية نحو التقارب.

كل هذه التطوّرات حصلت خلال الأسبوع الماضي، و"لكنها تبدو مألوفة بالنسبة لمراقبي السياسة الأميركية في الشرق الأوسط" خلال ولايتَي الرئيسَين السابقَين دونالد ترمب وباراك أوباما، بحسب الصحيفة.

العدوان على غزة "صدمة"

وتضيف الصحيفة: "اندلاع أعمال العنف الأخيرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين كان صدمة بالنسبة لإدارة بايدن، التي لم تكن تخطط لاستثمار الكثير من الجهد في تغيير أبعاد الصراع طويل الأمد"، لافتة الى أنه مع ذلك، قام بلينكين بجولة مكوكية في العديد من دول الشرق الأوسط لبحث الأزمة، بعد الوصول إلى اتفاق للهدنة.

ولكن الانتقادات لاحقت إدارة بايدن، وركّز النقّاد على الدور الأميركي الداعم لإسرائيل، الذي قدّم ضمانات للاحتلال الإسرائيلي  على مدار عقود.

ووفقًا للصحيفة، لا يرى الكثير من الخبراء أي أمل في إحراز تقدّم في هذا الملف، خاصّة أن الولايات المتحدة كانت ضالعة في المشهد من قبل.

ونقلت الصحيفة عن آرون ديفيد ميلر، الدبلوماسي الأميركي السابق الذي عمل مستشارًا للإدارات الأميركية سواء الديمقراطية أو الجمهورية في ملف الشرق الأوسط، قوله: "المفارقة الكبرى تتمثّل في تكرار المشهد ذاته. سيتمّ إنفاق الملايين على إعادة إعمار غزة، والتي ستعود وتنهار في الجولة الثانية من الصراع المقبل والتي لا مفرّ منها".

"عندما يتعلق الأمر بالصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، فإن إدارة بايدن تقرأ من كتاب قواعد اللعبة القديم والباهت" تقول ميشيل دنّ، مديرة برنامج الشرق الأوسط في معهد كارنيغي للسلام الدولي.

وأضافت دنّ أنه بعد بضعة أشهر من رئاسته، يبدو واضحًا أن إدارة بايدن ستقدّم أقلّ مما وعدت به خلال الحملة".

وأشارت دنّ إلى أن مسؤولي إدارة بايدن انخرطوا في مجموعة واسعة من الجبهات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، من إعادة فتح السفارة الأميركية في ليبيا، إلى محاولة إنهاء الحرب في اليمن، ومحاولة المساعدة في التوسّط في قضية سد النهضة الإثيوبي بين مصر وأديس أبابا.

"هذه هي الدبلوماسية منخفضة المستوى، التي كانت تفكر فيها واشنطن، في ظل الأولويات التي وضعتها، إلا أن الأحداث فرضت نفسها"، تقول دنّ.

تابع القراءة
المصادر:
واشنطن بوست
Close