في تعليق على بدء وزارة الدفاع التركية عملية عسكرية ضد المسلحين الأكراد في شمال شرق سوريا، توعدت قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد اليوم الأحد بالرد على سلسلة الغارات التي شنتها الطائرات الحربية التركية طالت خلال الليل مناطق سيطرتها.
وذكرت القوات المدعومة من الولايات المتحدة والتي تديرها وحدات حماية الشعب الكردية في بيان أن "هذه الهجمات التي شنتها القوات التركية المحتلة لن تمر دون رد".
ونفذت أنقرة ضربات جوية على قواعد للمسلحين الأكراد شمالي سوريا والعراق في عملية حملت اسم "المخلب-السيف"، وأفادت بأن تلك القواعد تُستخدم لشن هجمات على تركيا.
وكانت تركيا قد أعلنت الثلاثاء الماضي، أنها سوف تقوم بملاحقة أهداف في شمال سوريا بعد أن تكمل عملية عبر الحدود ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني المحظور في العراق، بعد الانفجار الذي وقع الأسبوع الماضي في اسطنبول وأدى إلى سقوط قتلى.
"تدمير بنى تحتية"
وحملت الحكومة التركية المسلحين الأكراد المسؤولية عن انفجار شارع الاستقلال في اسطنبول يوم 13 نوفمبر/ تشرين الثاني وأدى إلى مقتل ستة أشخاص وإصابة أكثر من 80.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الانفجار الذي وقع في الشارع المخصص للمشاة، ونفى حزب العمال الكردستاني وقوات سوريا الديمقراطية مسؤوليتهما.
وذكرت الوزارة أن ضرباتها استهدفت قنديل وأسوس وهاكورك في العراق وكوباني وتل رفعت والجزيرة وديرك في شمال سوريا.
وأضافت أنه جرى تدمير 89 هدفًا، بينها ملاجئ وأنفاق ومستودعات ذخيرة، فضلًا عن أن "من يسمون بقادة التنظيم الإرهابي كانوا من بين من تم تحييدهم".
وقال متحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية: إن الضربات التركية دمرت بنى تحتية من بينها صوامع غلال ومحطة كهرباء ومستشفى. وكتب فرهاد شامي مسؤول المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية على تويتر: إن 11 مدنيًا بينهم صحافي قتلوا.
وفي متابعة لهذه التطورات، أشار مراسل "العربي" في اسطنبول إلى أن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار قال صباح اليوم في تصريحات: "إن هذه العمليات تأتي للحفاظ على حماية أمن البلاد، واستهداف لمن يهددونها".
"رد مباشر على تفجير اسطنبول"
وأضاف مراسلنا "أن هذه العمليات تأتي من باب الرد المباشر على تفجير اسطنبول لكن تركيا منذ بداية العام الجاري وهي تؤكد بأنها ستقوم بعمليات في الشمال السوري تستهدف مناطق تل رفعت وعين العرب كوباني، وهذا التفجير دفع إلى تسريع حصول العمليات العسكرية الجارية اليوم، وستكون مقتصرة على الضربات الجوية ولن يكون هناك نية لأي تدخل بري".
#تركيا تبدأ عملية "المخلب السيف" ضد "قسد" بـ 14 غارة جوية، ووزير الدفاع التركي يؤكد مواصلة بلاده محاسبة من يستهدف أمنها تقرير: براء محمد pic.twitter.com/nefxYvTWrT
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 20, 2022
وذكّر مراسل "العربي" بالاجتماع الأخير الذي حصل في قمة دول مجموعة العشرين في إندونيسيا بين الرئيسين التركي ونظيره الأميركي واحتمال أن تكون أنقرة قد أخذت الضوء في بدء العمليات خلاله.
من جانبه، أشار مراسل "العربي" في إدلب إلى حدوث اشتباكات بعد القصف التركي بين قوات المعارضة السورية المدعومة من تركيا وبين قوات سوريا الديمقراطية ولم تدم لمدة طويلة بحسب مصادر محلية، ولم تسفر عن سقوط قتلى في صفوف الجانبين.
وقال مراسلنا: إن العملية التركية لم يكن لها أي ارتدادات كبيرة على الأرض ويشير إلى احتمال أن تكون هناك أعمال قادمة باستخدام طائرات مسيّرة.
بدوره، كشف مراسل "العربي" في أربيل إلى عدم صدور موقف رسمي حول العمليات التركية من سلطات إقليم كردستان سوى صدور بيان أشار إلى سقوط ضحايا. ويوضح مراسلنا بالمقابل إلى عدم صدور بيان عراقي رسمي يخص هذه العمليات.