Skip to main content

هل تعطينا كلاب تشيرنوبل دروسًا في البقاء على قيد الحياة؟

الأحد 5 مارس 2023

بعد أكثر من 35 عامًا من وقوع أسوأ حادث نووي في العالم، تتجوّل الكلاب بين المباني المهجورة داخل وحول المصنع المغلق في مدينة تشيرنوبل، حيث لا تزال قادرة على العثور على الطعام والتكاثر والبقاء على قيد الحياة.

ويأمل العلماء أن تُمكّن دراسة طبيعة هذه الكلاب من تعلّم حيل جديدة حول كيفية العيش في أقسى البيئات وأكثرها تدهورًا أيضًا.

ونشر العلماء في مجلة "ساينس أدفانسز"، ما يأملون أن تكون مقدمة لدراسات وراثية مستقبلية، حيث ركّزوا على 302 كلبًا طليقًا يعيشون في "منطقة محظورة" محددة رسميًا حول موقع الكارثة.

وحدد العلماء المجموعات التي قد تكون مستويات تعرّضهم للإشعاع قد جعلتها متميزة وراثيًا عن الكلاب الأخرى في جميع أنحاء العالم.

وقالت عالمة الوراثة إيلين أوستراندر من المعهد القومي لبحوث الجينوم البشري، وهي واحدة من مؤلفي الدراسة: إن البحث "يضع الأساس للإجابة على سؤال حاسم، وهو كيفية البقاء على قيد الحياة في بيئة معادية مثل هذه.

بدوره، اعتبر المؤلف المشارك في الدراسة تيم موسو أستاذ العلوم البيولوجية بجامعة ساوث كارولينا أن الكلاب "توفّر أداة رائعة للنظر في تأثيرات هذا النوع من البيئة" على الثدييات بشكل عام.

بيئة قاسية

وتُعتبر بيئة تشيرنوبل قاسية بشكل فريد، بعدما تسبّب الحريق في محطة توليد الكهرباء بأوكرانيا في انتشار الإشعاعات في الغلاف الجوي، في 26 أبريل/ نيسان 1986. وقُتل ثلاثون عاملًا عقب الانفجار مباشرة، بينما يُقدر عدد الوفيات على المدى الطويل نتيجة التسمّم الإشعاعي بالآلاف.

ويرجّح الباحثون أن معظم الكلاب التي يدرسونها، هي من نسل حيوانات أليفة أُجبر السكان على تركها وراءهم عندما أخلوا المنطقة.

ومنذ أواخر التسعينيات، كان موسو يعمل في منطقة تشيرنوبل، وبدأ بجمع الدم من الكلاب في عام 2017 تقريبًا.

وتعيش بعض هذه الكلاب في محطة توليد الكهرباء، وهي بيئة صناعية بائسة. بينما يعيش البعض الآخر على بعد حوالي 15 كيلومترًا، أو 45 كيلومترًا من المحطة.

وقال أوستراندر: "اعتقدنا في البداية أن الكلاب ربما اختلطت كثيرًا بمرور الوقت لدرجة أنها ستكون متشابهة إلى حد كبير. ولكن من خلال الحمض النووي، يمكننا التعرّف بسهولة على الكلاب التي تعيش في مناطق ذات مستويات عالية أو منخفضة أو متوسطة من التعرض للإشعاع".

وأضاف: "لقد كان ذلك إنجازًا كبيرًا بالنسبة لنا. والمثير للدهشة أنه يمكننا حتى تحديد سلالات الكلاب، إذ تبيّن أنها تنتمي إلى حوالي 15 عائلة مختلفة".

وبعد جمع عينات الدم، يمكن للباحثين البدء بالبحث عن أي تعديلات في الحمض النووي.

وقال أوستراندر: "يمكننا مقارنتها ومعرفة المتغيّرات والمتحوّرات من الحمض النووي".

ورأى العلماء أن البحث يتيح المجال أمام معرفة كيف يُمكن للحيوانات والبشر أن يعيشوا الآن ومستقبلًا، في مناطق من العالم تتعرّض لـ"هجوم بيئي مستمر"، وفي بيئة عالية الإشعاع.

المصادر:
العربي - ترجمات
شارك القصة