توصف بأنها أسوأ حادث نووي في العالم. إنّها "كارثة تشرنوبيل" التي وقعت في مثل هذا اليوم في السادس والعشرين من أبريل/ نيسان عام 1986، على الأراضي الأوكرانية، التي كانت وقتها إحدى الجمهوريات السوفياتية.
ووقعت الحادثة الأكبر من نوعها في العالم، بعد فشل اختبار مفاعل نووي، تسبب في انصهار قلب المفاعل الرابع من المحطة النووية التي صُمّمت لتكون الأكبر في العالم، فكانت الكارثة الأبشع في التاريخ مع انطلاق سحب قاتلة من المواد المشعة إلى الهواء.
وأرغم الأمر عشرات الآلاف من المواطنين على مغادرة بيوتهم في المنطقة، بعد أن أودت الكارثة وقتها وفقًا للأرقام الرسمية بحياة 31 فردًا من العاملين بالمفاعل نتيجة الانفجار والإشعاع، ومُسِحت أحياء بأسرها من فوق الأرض ودُفِنت تحت أكوام من التراب مع إشعاعاتها النووية.
وامتد الإشعاع الخطير الناجم عنه إلى مساحات واسعة في شرق أوروبا غطّت أجواء 12 دولة أوروبية، وأصابت رياح غيوم مسمومة الآلاف بأمراض السرطان حيث تقدر الأمم المتحدة ضحايا الكارثة بأنها تترواح ما بين 4000 إلى 90 ألف حالة وفاة.
وقام الاتحاد السوفياتي وقتها بتعبئة أكثر من نصف مليون شخص من المدنيين والعسكريين من مختلف أنحاء الاتحاد السابق فقط لاحتواء تداعيات الكارثة التي تستّر عنها لعدّة أيام حفاظًا على كبرياء الدولة، إلى أن ساقت الرياح سحابة الموت إلى القارة الإسكندنافية.
كارثة #تشيرنوبل.. 36 عاماً على الحدث الذي هز أوروبا، ماذا تعرفون عنه؟ pic.twitter.com/gJkH3AfXxt
— أنا العربي - Ana Alaraby (@AnaAlarabytv) April 26, 2022
تشيرنوبل والحرب الأوكرانية
واليوم، وبعد 36 عامًا عاد اسم تشيرنوبل إلى الواجهة من جديد مع تواصل العملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا منذ 24 فبراير/ شباط الفائت.
وشهدت المنطقة التي تبعد حوالي مئة كيلومتر شمالي كييف، معارك قرب المنشأة النووية التي دخلت إليها القوات الروسية من أراضي بيلاروسيا.
ومطلع أبريل/ نيسان الجاري وعلى أنغام النشيد الوطني، رُفع علم أوكرانيا على مفاعل تشيرنوبل النووي لأول مرة منذ بداية الهجوم الروسي، بعد أن تمت استعادته من القوات الروسية، وفق ما أفاد مراسل "العربي" حينها.