تلقى العاهل المغربي الملك محمد السادس دعوة من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لحضور القمة العربية المرتقبة في الجزائر مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني، وفق ما أفادت وزارة الخارجية المغربية الثلاثاء، بينما ما زالت العلاقات الدبلوماسية مقطوعة بين الجارين.
وكان وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة استقبل الثلاثاء مبعوث الرئيس الجزائري وزير العدل عبد الرشيد طبي، الذي سلم "رسالة الدعوة الموجهة إلى جلالة الملك محمد السادس، لحضور أشغال القمة العربية المقرر عقدها بالجزائر، يومي 1 و2 نوفمبر"، حسب الخارجية المغربية.
ولم يعلن المغرب بعد عمن سيمثله في هذه الدورة الحادية والثلاثين لقمة الجامعة العربية.
بتعليمات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، استقبل السيد ناصر بوريطة، السيد عبد الرشيد طبي، وزير العدل حافظ الأختام، بالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، مبعوثا من فخامة الرئيس الجزائري، السيد عبد المجيد تبون، إلى جلالة الملك، حفظه الله. pic.twitter.com/F4sIb9Iton
— الدبلوماسية المغربية 🇲🇦 (@MarocDiplo_AR) September 27, 2022
هل تشارك الرباط في قمة الجزائر؟
في هذا الإطار، يرى أستاذ العلاقات الدولية لحسن أقرطيط أن الدعوة الجزائرية للمغرب لا يمكن البناء عليها لتحديد المشاركة أو عدم مشاركة المملكة المغربية في القمة العربية، موضحًا أن هذه الخطوة تأتي في إطار البروتوكول المعتمد دائمًا من طرف الدول لاستضافة أعضاء الجامعة العربية لحضور القمم.
ويشير في حديث إلى "العربي" من العاصمة المغربية الرباط، إلى أن وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي كان قد صرح سابقًا بأن المملكة ستشارك في القمة المقبلة من موقع التزامها بالقضايا العربية والعمل العربي المشترك، ومن موقع التزامها أيضًا بالقضية الفلسطينية، وبالأوضاع في ليبيا، ومسألة الأمن والسلم على مستوى المنطقة العربية لمواجهة التدخلات الخارجية.
ويضيف أقرطيط أن الوزير المغربي كان قد اشترط على الدولة المضيفة أن تلتزم بالمسؤولية وأن تبتعد عن الحسابات الضيقة فيما يتعلق بهذه القمة، لافتًا إلى أن هناك خيارين، فإما أن يكون الهدف المنشود تنزيل الميثاق التأسيسي لجامعة الدول العربية المتعلق بلم شمل الدول العربية، أو خلق حدث لا أقل ولا أكثر.
ويشدد على وجوب أن تأخذ الجزائر خطوات تجاه المغرب، لأن الدعوة التي وجهتها للممكلة لا تعني شيئًا، وأن الجزائر هي من اتخذت قرار القطيعة مع المغرب وهي من أغلقت المجال الجوي المدني أمام الطائرات المدنية المغربية، معتبرًا أن الدعوة لن تستقيم إلا بعودة على الجزائر عن قرار القطيعة الدبلوماسية.
"توتر" بين الجزائر والمغرب
ويكتسي حضور العاهل المغربي في الجزائر أهمية في ظل التوتر بين البلدين الذي بلغ أوجه عندما أعلنت الجزائر في أغسطس/ آب الماضي قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط متهمة إياها "بارتكاب أعمال عدائية منذ استقلال الجزائر" في 1962، قبل أن تغلق مجالها الجوي في وجه الطيران المغربي.
من جانبه، أعرب المغرب عن أسفه لقرار الجزائر قطع علاقاتها معه، ورفض "مبرراته الزائفة".
وسبق للملك محمد السادس أن دعا الرئيس الجزائري بمناسبة خطاب العرش في يوليو/ تموز إلى تطبيع العلاقات وفتح الحدود بين البلدين المغلقة منذ 1994، مجددًا دعوة مماثلة كان وجهها العام الماضي.
لكن دعوته لم تلق ردًا من الجانب الجزائري.
وتشهد علاقات البلدين توترًا منذ عقود بسبب دعم الجزائر لجبهة البوليساريو التي تطالب باستقلال الصحراء، بينما يعتبرها المغرب جزءًا لا يتجزأ من أرضه ويقترح منحها حكما ذاتيًا تحت سيادته باعتبار ذلك الحل الوحيد للنزاع.
في المقابل، تطالب الجبهة، مدعومة من الجزائر، بإجراء استفتاء لتقرير المصير بإشراف الأمم المتحدة، كان تقرّر عند توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين المملكة والجبهة في سبتمبر/ أيلول 1991.