من المتعارف عليه أنّ علاج مرض السكري يتطلّب تعديلات في نمط الحياة والغذاء إلى جانب الدواء، ولكن هل يمكن علاج السكري من النوع الثاني من دون أدوية؟
بحسب المتخصّص في أمراض السكري والأمراض الأيضية الدكتور محمد العيفة، فإن الإصابة بمرض السكري تزداد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث ترتبط الإصابة أكثر بنمط الحياة، كون المصاب لا يبذل الجهد المطلوب بالإضافة إلى استهلاكه كميات كبيرة من السكريات دون إعطاء فرصة لإحراقها وإحراق الدهون.
نوعان من السكري.. ما الفارق بينهما؟
ويشير العيفة إلى أنّ السكري من النوع الثاني ليس له علاقة مباشرة تقنيًا بالسكري من النوع الأول.
ويوضح أنّ السكري من النوع الأول، يعني أن البنكرياس يصبح مجهولًا عند الشخص المصاب، فتتمّ مهاجمته من طرف الجسيمات المضادة وتحطيمه، ولهذا السبب يبدأ العلاج بالأنسولين.
أمّا السكري من النوع الثاني، فيأتي نتيجة نمط الحياة في أغلب الأحيان، كما يلعب عامل الوراثة دوره.
لكن الوراثة هنا ليست جينية فقط، بل في العادات التي تتناقل بين العائلات أيضًا كعادات الأكل، وشراهة الأكل، والنظام الغذائي، وهذا ما يؤدي إلى ظهور فشل في البنكرياس من ناحية إنتاج مادة الأنسولين.
الإصابة بالسكري لا تحدث بين ليلة وضحاها
وعن التقارير التي تتحدث عن إمكانية التحكم بالسكري من النوع الثاني دون اللجوء إلى دواء، يؤكّد العيفة أنّ هذه المعلومات صحيحة لكنها ليست دقيقة.
ويعتبر العيفة أنّ أهمّ ما يجب معرفته هو أنّ الإصابة بالسكري لا تحدث بين ليلة وضحاها، فهناك مرحلة تسمى "ما قبل السكري" وهي مرحلة تختلف من إنسان إلى آخر قد تدوم بين أشهر أو حتى سنوات.
وفي هذه المرحلة يجب أن تكون أرقام السكري مرتفعة لا تتخطى القياسات المعمول بها دوليًا لكي تؤكّد الإصابة به، ولكن في الوقت نفسه ليست قريبة من الأرقام العادية.
ويؤكد أيضًا أنّه في هذه المرحلة بالذات تبقى إمكانية الرجوع إلى الحالة الطبيعية واردة للجميع، من خلال اتخاذ إصلاحات معينة مثل الحركة والرياضة ونمط الحياة والغذاء.
نصائح في سبيل "مقاومة الأنسولين"
وينصح العيفة بضرورة تخفيض الوزن في حال كانت هناك زيادة في الوزن؛ لأنها تُسبب حالة تسمى "مقاومة الأنسولين"، وهي المشكلة الرئيسية للمصاب بالسكري.
ويوضح أنّ "مقاومة الأنسولين" تعني أنّ مادة الأنسولين لدى الشخص غير فعالة وهناك مقاومة لها، والسبب هو الزيادة في الوزن من دون إحراق السعرات الحرارية.
ويشدّد على ممارسة الرياضة ثلاث مرات أسبوعيًا ولمدة 30 دقيقة مع اتباع نظام غذائي صحي، والابتعاد كل البعد على السكريات مثل الحلويات والمشروبات الغذائية.