اعتبر نيكولاي باتروشيف أمين مجلس الأمن الروسي، اليوم الثلاثاء، أن سياسة الغرب والحكومة الأوكرانية تقود إلى تفكك أوكرانيا، حسب تعبيره.
وفي مقابلة مع صحيفة "روسيسكايا جازيتا" الحكومية، قال باتروشيف - وهو حليف مقرب للرئيس فلاديمير بوتين، إن الولايات المتحدة تحاول منذ سنوات أن تزرع في نفوس الأوكرانيين الكراهية لكل ما هو روسي.
وتحمل تصريحات باتروشيف، الذي يتمتع بنفوذ قوي داخل بلاده، في طياتها تحذيرًا من أن حرب روسيا في أوكرانيا؛ قد تؤدي إلى تقسيم البلاد، والذي ستسعى موسكو إلى إلقاء اللوم فيه على خصومها.
ومضى باتروشيف يقول: لكن التاريخ يعلمنا أن الكراهية لا يمكن أبدًا أن تصبح عاملًا موثوقًا به في الوحدة الوطنية.
انتقاد "الكتائب القومية"
وقال: "إذا كان هناك أي شيء يوحد الشعوب التي تعيش في أوكرانيا اليوم، فهو فقط الخوف من الفظائع التي ترتكبها الكتائب القومية، لذلك فإن نتيجة سياسة الغرب وكييف لا يمكن أن تكون إلا تفكك أوكرانيا إلى عدة دول".
ويقصد المسؤول الروسي بـ"الكتائب القومية"، وحدات القوات المسلحة الأوكرانية التي وصفتها موسكو بالنازية في إطار تبريرها المعلن للهجوم على أوكرانيا الذي بدأ فجر 24 فبراير/ شباط الماضي، وحصد مئات القتلى المدنيين وخلف دمارا هائلا في البنية التحتية في هذا البلد الجار والذي انفك عن الاتحاد السوفياتي قبل أكثر من ثلاثة عقود.
كما توقعت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، اليوم الثلاثاء، ارتفاع عدد الفارين من الحرب في أوكرانيا إلى 8.3 ملايين شخص، من 5.2 ملايين حاليًا.
وبلغ عدد النازحين داخليًا في أوكرانيا 7.7 ملايين شخص، إضافة إلى 5.2 ملايين آخرين فروا باتجاه الدول الأخرى، وتوقعت المفوضية أن يرتفع عدد الفارين خارج البلاد إلى 8.3 ملايين هذا العام.
ويأتي كلام نيكولاي باتروشيف أمين مجلس الأمن الروسي، في ظل تواصل العملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا منذ 62 يومًا، وتعد أحدث مؤشر على أن موسكو عازمة على تقسيم هذا البلد، على الرغم من قولها في البداية إنها لا تنوي احتلاله.
وبعد أن أخفقت في محاولة أولية لاقتحام كييف، أعادت القوات الروسية تجميع صفوفها في ما تصفه موسكو بحملة "لتحرير" منطقة دونباس الشرقية، والتي تسعى من خلالها لربط مناطق انفصالية مع بعضها الواقعة في الجنوب الشرقي الأوكراني.
وفي الأسبوع الماضي، ذهب جنرال روسي إلى أبعد من ذلك، قائلًا إن روسيا ستتطلع إلى الاستيلاء على شرق وجنوب البلاد بالكامل.