دعا مبعوثون من الولايات المتحدة والصين وروسيا ودول أخرى اليوم الخميس إلى تسريع عملية السلام في أفغانستان باعتبار ذلك "مسألة ملحة للغاية".
كما دعا المبعوثون في بيان مشترك عقب محادثات جرت في قطر إلى وقف فوري للهجمات على عواصم الأقاليم والمدن في أفغانستان.
وقال البيان إن المشاركين أكدوا مجددًا أنهم لن يعترفوا بأي حكومة في أفغانستان "تُفرض عن طريق استخدام القوة العسكرية" وعلى التزامهم بالمساعدة في إعادة الإعمار لدى التوصل إلى تسوية سياسية "قابلة للبقاء".
واشنطن تجلي قسمًا من موظفي سفارتها
ميدانيًا، تستعد الولايات المتحدة لنشر قوات في مطار كابُل لتأمين إجلاء قسم من موظفي سفارتها في أفغانستان التي سيتقلص عديدها في ظل تقدّم حركة طالبان، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية.
كذلك، كشف الناطق باسم الوزارة نيد برايس أنّ واشنطن ستسرع في إجلاء المترجمين والمساعدين الأفغان الآخرين للجيش الأميركي في ضوء احتمال تعرضهم لخطر الانتقام إذا ما استولت طالبان على السلطة.
وأضاف "نريد تقليص وجودنا المدني في كابول في ضوء تطور الوضع الأمني".
وقال عن جو بايدن الذي أمر بانسحاب القوات الأميركية من أفغانستان بعد قرابة 20 عامًا: "هذا الرئيس يعطي الأولوية قبل كل شيء لسلامة وأمن الأميركيين الذين يخدمون في الخارج".
وأشار برايس إلى أن السفارة ستبقى مفتوحة في موقعها الحالي و"ستواصل القيام بمهمات أساسية"، من دون أن ينفي التقارير التي تفيد بإمكان نقلها إلى مطار حامد كرزاي الدولي.
وتابع أن الولايات المتحدة تنظم رحلات يومية لإجلاء مترجمين أفغان وغيرهم من الأشخاص الذين ساعدوا الجيش الأميركي ويخشون على حياتهم بسبب تقدم طالبان.
وخلال الأسبوعين الماضيين، نقلت الرحلات الأولى إلى الولايات المتحدة 1200 من أولئك الأشخاص وأفراد عائلاتهم الذين سيحصلون على تأشيرة هجرة خاصة.
وأكد نيد برايس أن عددهم "سيزداد بسرعة".
وكان البيت الأبيض كشف في تموز/يوليو أنّ نحو 20 ألف أفغاني خدموا إلى جانب القوات الأميركية، طلبوا نقلهم إلى الولايات المتحدة.
وأوضح برايس "هذا ليس تدخلا عسكريا جديدا في النزاع في أفغانستان"، فيما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أيضا أنها لن تستخدم مطار كابول لشن ضربات على طالبان.
الاتحاد الأوروبي يهدد طالبان بـ"عزلها دوليًا"
وفي المواقف، حذر الاتحاد الأوروبي حركة طالبان الخميس أنها ستواجه عزلة دولية إذا استولت على السلطة من خلال العنف.
وقال جوزيب بوريل، منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي في بيان: "إذا تم الاستيلاء على السلطة بالقوة وإعادة تأسيس إمارة إسلامية، فإن طالبان ستواجه عدم الاعتراف والعزلة ونقص الدعم الدولي واحتمال استمرار النزاع وعدم الاستقرار الذي طال أمده في أفغانستان".
وأضاف "يعتزم الاتحاد الأوروبي مواصلة شراكته ودعمه للشعب الأفغاني. لكن الدعم سيكون مشروطًا بتسوية سلمية وشاملة، واحترام الحقوق الأساسية لجميع الأفغان، بمن فيهم النساء والشباب والأقليات".
وشدد على أنه "من الضروري الحفاظ على المكاسب الكبيرة التي حققتها النساء والفتيات خلال العقدين الماضيين بما فيها الوصول إلى التعليم".
ودعا البيان إلى "الوقف الفوري للعنف الدائر" وحض طالبان على استئناف محادثات السلام مع الحكومة في كابول.
وأضاف "الاتحاد الأوروبي يدين الانتهاكات المتزايدة للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان، خصوصًا في المناطق التي تسيطر عليها طالبان وفي المدن".
وقال بوريل إن الكتلة التي تضم 27 بلدًا شجعت أيضا السلطات في كابول "على تسوية الخلافات السياسية وزيادة تمثيل جميع الاطراف والتعامل مع طالبان من منظور موحد".
وجاء البيان بعد انسحاب القوات الأفغانية من مدينة هرات، ثالث كبرى مدن البلاد، في مواجهة هجوم طالبان الذي تمكنت من خلاله السيطرة على مساحات شاسعة من البلاد عقب انسحاب القوات الأجنبية.