الأربعاء 20 نوفمبر / November 2024

وداعًا "تولستوي" .. هكذا توفي الفيل الضخم ذو الأنياب النادرة في كينيا

وداعًا "تولستوي" .. هكذا توفي الفيل الضخم ذو الأنياب النادرة في كينيا

شارك القصة

تقرير عن الصراع بين مزارعي الأفوكادو والفيلة (الصورة: غيتي)
توفي واحد من أشهر الفيلة في إفريقيا بعد إصابته بطعنة رمح، حيث عاشت إحدى أشهر المحميات ساعات عصيبة قبل موت الفيل الذي كان نجمًا لغلاف أحد الأفلام الوثائقية.

عمت أوساط الناشطين في حماية البيئة والطبيعة حالة من الحزن والغضب، عقب موت الفيل الشهير بلقب "تولستوي" بعد إصابته بطعنة رمح، رغم المحاولات الحثيثة لعلاجه، وفق منظمة تعنى بالبيئة في البلاد. 

وساد حزن عظيم أوساط الناشطين في البيئة والمؤسسات العاملة في حماية الحيوانات النادرة وعلماء الطبيعة. وقالت شبكة نيوزنتورك للمناخ والطبيعة: "كينيا حزينة اليوم على فقدان فيل مبدع". وقالت مجلة ناشيونال جيوغرافيك:" القارة السمراء تودع واحدًا من آخر الفيلة ذات الأنياب العظيمة". 

"أرقد بسلام أيها الصبي"

ووفقًا لمؤسسة "بيغ لايف فوندايشن"، فإن الفيل الذي يعد واحدًا من ذوي أكبر الأنياب في إفريقيا، مات وهو يبلغ الـ51 عامًا، نتيجة لإصابة يُرجح أنه تعرض لها في مشاجرة مع مزارع.

ومؤسسة BigLife Foundation، هي منظمة تعمل مع المجتمعات المحلية في كينيا لحماية الحيوانات البرية، والتخفيف من الصراع بين الإنسان والحياة البرية.

وعزت تقارير دوافع قتل تولستوي، إلى الصراع الذي اندلع قبل عامين مع مزارعي الأفوكادو، الذين تتعارض مشاريعهم مع طريق يمر عبرها آلاف الفيلة.

واحتل تولستوي مساحة واسعة من تعليقات الناشطين البيئيين حول العالم، على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عرضت إحداهن اليوم صورة له ولأخته، ودونت: "ذو الأنياب الكبيرة الرائعة، يستحم مع أخته ثيودورا. كان هذا قبل بضع سنوات فقط بعد هطول أمطار لمدة طويلة. لقد كان فرحًا جدًا وكان يتمتع بالكثير من المرح في ذلك اليوم. أرقد بسلام أيها الصبي الكبير".

قصة الساعات الأخيرة

وقالت المنظمة، إن الفيل الضخم قد عانى من جرح رمح في ساقه قبل ستة أسابيع من موته الأربعاء الماضي. وأفادت بأن حراس البيئة اشتبهوا بأن أحد المزارعين طعن تولستوي برمح في ساقه الأمامية، حيث أراد حماية محاصيله من الفيل الجائع. 

ورغم تلقيه العلاج وقت الإصابة، راقب الحراس العاملين في محيمة كيمانا الكينية تحركات تولستوي، حتى وجدوه مستلقيًا صباح يوم الأربعاء، وفيما ظنوا أنه لجأ إلى قيلولته المعتادة، أدركوا لاحقًا أنه يعاني من تدهور في صحته بسبب الإصابة، ليتم استدعاء وحدتين بيطريتين من أفراد "خدمة الحياة البرية" للإشراف على إتمام علاجه. 

وعجز المشرفون على المحمية عن حمل تولستوي على الوقوف مجددًا، وكتبت المؤسسة في تقريرها عن وفاة الفيل الضخم: "لساعات، حاول الحراس والأطباء البيطريون جر تولستوي بالمركبات والحبال، لكن من دون جدوى، حتى تم استدعاء مركبة لحمله كمحاولة يائسة أخيرة، لكن تولستوي كان أضعف من أن يتحمل. ومع تلاشي ضوء النهار، ونفاد سبل العلاج ونقله، توفي ذو الأنياب الشهيرة متأثرًا بجراحه".

الجوع يحفظ طريق الفيلة

وقال جوب ليكانايا الذي واكب ساعات تولستوي الأخيرة، محاولًا إنقاذ الحيوان المصاب: "اليوم هو أتعس يوم في وظيفتي كحارس، بعد أن فقدت أحد الأفيال التي كنت أعتز بها أكثر من غيرها، لقد جربنا كل ما في وسعنا، واعتقدت أنه سيستيقظ، لكنه لم يستطع رفع نفسه".

بدوره، نشر حساب الفيلم الوئائقي الكيني "كيمانا توسكرز" صورة كبيرة للفيل الذي تصدر غلاف الفيلم عام 2021، ناعيًا إياه على منصة تويتر بالقول: "عزيزي تولستوي، لا أصدق أنك رحلت، تذكر أن الغبار للغبار والماء للماء، والجوع هو من حافظ على رسم طرق الأفيال القديمة، هذا مثل متوارث من ثور عجوز حكيم إلى الثيران الصغيرة".

منافسة بين البشر والفيلة

وما يقلق العلماء والناشطين البيئيين، هو تمدد المساحات الزراعية في كينيا من دون مراعاة لحماية الحيوانات، ما سيدفع الأمور باتجاه منافسة بين البشر والحيوانات النادرة على موارد الأرض من الماء والغذاء. 

وقالت المنظمة البيئية، إنه خلال نصف قرن تغير الكثير في سهول أمبوسيلي الشهيرة في البلاد، حيث كان تولستوي يجوب بحرية ويتنقل بضخامته وأنيابه بين ربوعها. وتسببت جائحة فيروس كورونا بنزوح العديد من الموظفين في القطاع السياحي إلى الزراعة، بعد توقف عملهم، ليؤدي ذلك إلى توسع هائل وسريع للأراضي الزراعية.

وقالت مؤسسة Big Life: "موت تولستوي هو تذكير بضعف الحيوانات حتى الضخمة والعظيمة منها، فضلًا عن الحاجة الملحة لحماية موارد الحياة البرية، الحاجة لإدارة التفاعل بين الحيوانات البرية والأنشطة البشرية". وأضافت: "هناك حلول ونحن نحرز تقدمًا بالرغم من نكسة مأسوية مثل هذه".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات
Close