الشرطة الإسبانية تضبط مجموعة مهربة من الحيوانات المحمية المحنطة
ضبطت الشرطة الإسبانية 1000 من الحيوانات البرية المحنطة، بما في ذلك 405 من الأنواع المحمية والمنقرضة من مجموعة التحنيط الخاصة بقيمة 29 مليون يورو في السوق السوداء.
وقالت السلطات في بيان اليوم: " العثور تم على أنياب الفيلة والفهد والظباء البيضاء، وأكثر من ذلك على أكبر أنواع الحيوانات المحنطة المحمية في إسبانيا، وعلى واحدة من أكبر العينات في أوروبا".
وأضافت أن المجموعة تبلغ قيمتها 29 مليون يورو، وأن الشخص الذي يتم التحقيق معه قد يواجه اتهامات بالتهريب، بالإضافة إلى تلك المتعلقة بحماية النباتات والحيوانات.
وعثرت الشرطة على الحيوانات المحنطة في مستودعين يمتدان على مساحة تزيد عن 50000 متر مربع في ضواحي بيترا، وهي بلدة صغيرة شمال مدينة فالنسيا الساحلية الشرقية.
أكثر من ألف عينة
ومن بين 1090 من الحيوانات المحنطة التي تم العثور عليها، تنتمي 405 منها إلى عينات محمية بموجب اتفاقية (CITES)، وهي اتفاقية التجارة الدولية في الأنواع المهددة بالانقراض من الحيوانات والنباتات البرية.
ومن بين تلك الحيوانات المها السيفار، المعروف أيضًا باسم مها الصحراء، وهو ظبي أبيض كان يعيش في جميع أنحاء شمال إفريقيا. وتم إعلان انقراضها في عام 2000 من قبل الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة.
كما تضمنت المجموعة أيضًا نوعين آخرين على الأقل منقرضين تقريبًا، بما في ذلك نوع الأداكس - المعروف أيضًا باسم "الظبي المسمار" من الصحراء الكبرى - ونمر البنغال.
كما وجدت عينات محنطة من حيوانات الفهد والنمر والأسد والوشق والدب القطبي والنمر الثلجي ووحيد القرن الأبيض، بالإضافة إلى 198 من أنياب الفيلة العاجية الكبيرة.
وبدأت العملية في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، عندما علمت الشرطة لأول مرة بوجود مجموعة خاصة محتملة في المنطقة.
وقال الحرس المدني إنه سيحقق فيما إذا كانت هناك أي وثائق تبرر ملكية المجموعة.
مخاوف من انقراض جماعي سادس
ويسهم التحنيط في الحفاظ على عينات محمية من بعض الحيوانات المعرضة للانقراض، ولا سيما مع إسهام التغيرات المناخية والنشاط البشري في انقراض المزيد من الأنواع.
ويتخوف العلماء من حدوث حالة من الانقراض الجماعي. وحذر البروفيسور بول إيرلخ من جامعة ستانفورد الأميركية، من موجة انقراض جماعي هي السادسة التي قد تضرب الأرض، في حديثه لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية في وقت سابق.
وقال البروفيسور: إن الصندوق العالمي للحياة البرية يحذر من أن العالم سيشهد موجة انقراض جماعي هائلة، تشمل ملايين النباتات والحيوانات.
اختفاء أكثر من 75% من الكائنات الحية
بدورها، رأت الدكتورة سيبال مقصود الأستاذة المحاضرة والباحثة في كلية العلوم التابعة للجامعة اللبنانية، أن الانقراض الجماعي يعني علميًا اختفاء أكثر من 75% من الكائنات الحية، مبدية أسفها لكون البشرية لم تقم بأي ردة فعل تحد من ذاك التهديد بالانقراض.
وأكدت مقصود، في حديث إلى "العربي" من بيروت، أن التغير في دورة الكربون يشكل دافعًا قويًا لمثل هذا الاستنتاج. فالعوامل الكارثية التي يتسبب بها الإنسان كالتلوث إضافة للتغير المناخي، قد تؤدي إلى أمطار حمضية.
ويخشى العلماء بأن تحدث موجة انقراض جماعي، بسبب الإفراط في إزالة الغابات، واستمرار عمليات الصيد البري وكذلك صيد الأسماك.
وأوضح إيرلخ أن الانقراض الجماعي هو أحد أبرز التهديدات الحالية التي تواجهها البشرية، إلى جانب التغييرات المناخية والتسمم العالمي، وسباق التسلح النووي. ولفت البروفيسور إلى أن ذلك قد يحدث خلال فترة ما بين العشرة والخمسين عامًا المقبلة.
وضرب كويكب يدعى "تشيكشولوب" الأرض قبل حوالي 66 مليون عام، مما أدى إلى انقراض الديناصورات.
3% فقط من أراضي العالم سليمة بيئيًا
وكشفت دراسة أسترالية في أبريل/ نيسان الماضي أن 3% فقط من الأراضي حول العالم لا تزال سليمة بيئيًا بحيث تضمّ حيواناتها الأصلية ومواطنها غير المضطربة. ونشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية الدراسة الجديدة التي تجمع بين خرائط الأضرار البشرية مع الخرائط التي تُوضح الأماكن التي اختفت فيها الحيوانات من مواطنها الأصلية، أو أصبحت قليلة العدد بما لا يكفي للحفاظ على نظام بيئي صحي.
وشملت الخرائط نطاقات من 7000 نوع يتواجد منها 1500 نوع اليوم، من الثدييات وبعض الطيور والأسماك والنباتات والزواحف والبرمائيات. والعديد من المناطق التي تم تحديدها كانت في أراضٍ للسكان الأصليين. ولم يشمل التحليل القارة القطبية الجنوبية.