رغم استمرار التوتر الفرنسي الجزائري منذ ثلاثة أسابيع، إلا أن خيط الدبلوماسية لم ينقطع، وهذا ما أكده تبادل وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الحديث باقتضاب مع نظيره الجزائري رمطان لعمامرة في العاصمة الرواندية كيغالي، دون التطرق للأزمة الحاصلة بين البلدين، وذلك على هامش اجتماع للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي.
واكتفى لودريان بالقول لوكالة فرانس برس حول اللقاء، الذي جاء على خلفية أزمة دبلوماسية جديدة بين البلدين: "التقيته وتبادلنا حديث مجاملة".
وأوضح أنهما تحدثا خصوصًا عن عملية الانتقال في ليبيا، التي ستشكل محور مؤتمر دولي في 12 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل في باريس.
وكان وزيرا خارجية البلدين شاركا في "مؤتمر دعم الاستقرار في ليبيا"، الذي أقيم في طرابلس بتاريخ 21 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
تصريحات مسيئة للجزائر من ماكرون
وتشهد العلاقات الفرنسية الجزائرية أزمة متصاعدة مع فرنسا، بعد تصريحات للرئيس إيمانويل ماكرون، الذي رأى أن الجزائر بنيت بعد استقلالها عام 1962 على "ريع للذاكرة" كرسه "النظام السياسي-العسكري"، وشكّك في وجود أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي.
واعتبرت تصريحات ماكرون "مسيئة" للجزائر، بسبب ما اعتبره الجزائريون طعنًا في تاريخ البلاد، ما أدى لاستدعاء الجزائر سفيرها بباريس في الثالث من أكتوبر الجاري، احتجاجًا على هذه التصريحات، ومنعت الطائرات العسكرية الفرنسية في منطقة الساحل، حيث تنتشر قوات عملية برخان ضد مسلحين، من التحليق فوق أراضيها.
وعقب ذلك عاد ماكرون ليوضح أنه يكن احترامًا كبيرًا للشعب الجزائري، وأنه يُقيم "علاقات ودية" مع الرئيس الجزائري، عازيًا التوترات الحالية إلى الجهود المبذولة في فرنسا حول عمل الذاكرة بشأن حرب الجزائر.
ودعت فرنسا الجزائر بعد ذلك إلى "احترام" سيادتها، بعد أن شجع السفير الجزائري في فرنسا الجالية الجزائرية على "تشكيل رافعة قيادة" للتدخل في "الحياة السياسية الفرنسية".