الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

وسط آمال بالتوصل إلى هدنة.. إسرائيل تواصل عدوانها على غزة

وسط آمال بالتوصل إلى هدنة.. إسرائيل تواصل عدوانها على غزة

شارك القصة

سوت ضربة إسرائيلية مسجد الفاروق وسط مدينة رفح بالأرض ليتحول إلى أنقاض وركام
سوت ضربة إسرائيلية مسجد الفاروق وسط مدينة رفح بالأرض ليتحول إلى أنقاض وركام - الأناضول
هددت إسرائيل بشن هجوم شامل على رفح، على الرغم من المناشدات الدولية، بما في ذلك من حليفتها الرئيسية واشنطن، للتراجع عن هذه الخطوة التي قد تؤدي إلى حمام دم.

سوت ضربات إسرائيلية على مدينة رفح مسجدًا بالأرض، ودمرت منازل في ما وصفها السكان بأنها واحدة من أسوأ الليالي التي تمر بهم حتى الآن، بينما يزور إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس القاهرة، لإجراء محادثات يأمل سكان غزة أن تؤدي إلى هدنة في الوقت المناسب لتفادي هجوم شامل على رفح.

وانتحب المشيعون أمام 7 جثث على الأقل وضعت على الأرض خارج مشرحة في المدينة الواقعة قبالة الحدود المصرية، حيث نزح أكثر من نصف سكان القطاع الفلسطيني البالغ عددهم 2,3 مليون نسمة ليعيش معظمهم في خيام.

وبينما تذرف الدموع، قالت دينا الشاعر التي استشهد شقيقها وأسرته في غارة جوية أصابت منزلهم بعد منتصف الليل بقليل، حسبما أفاد أقاربها: "أخذوا حبايبي، أخذوا قطعة من قلبي".

وصف السكان الضربات على رفح بأنها الأعنف منذ الهجوم الإسرائيلي على المدينة قبل عشرة أيام
وصف السكان الضربات على رفح بأنها الأعنف منذ الهجوم الإسرائيلي على المدينة قبل عشرة أيام - غيتي

وأفادت وزارة الصحة في غزة أنه تأكد استشهاد 97 شخصًا وإصابة 130 آخرين في الهجمات الإسرائيلية خلال الساعات الأربع والعشرين المنصرمة، لكن معظم الشهداء ما زالوا تحت الأنقاض أو في مناطق لم يتمكن رجال الإنقاذ من الوصول إليها.

وسوت ضربة إسرائيلية مسجد الفاروق وسط مدينة رفح بالأرض ليتحول إلى أنقاض وركام، وتحطمت واجهات المباني المجاورة. وقالت السلطات إن الجيش الإسرائيلي قصف أربعة منازل جنوبي رفح وثلاثة في وسط المدينة.

ووصف السكان الضربات بأنها الأعنف منذ الهجوم الإسرائيلي على المدينة قبل عشرة أيام، والذي قالت إسرائيل إنها استعاد خلاله أسيرين اثنين وتسبب في استشهاد عشرات المدنيين.

من جهته، قال جهاد أبو عماد (34 عامًا) الذي يعيش مع أسرته في خيمة: "مقدرناش ننام، أصوات الانفجارات والقصف والطيارات بصوت عالي فوقنا ما وقفتش... كنا بنسمع صوت الأطفال بيبكوا في الخيم اللي جنبنا، الناس هنا مساكين غلابة ولا حول لهم ولا قوة وإسرائيل بتستعرض قوتها عليهم".

وقالت سلطات غزة: إن ما لا يقل عن 20 شخصًا استشهدوا أيضًا في قصف على منزلين في وسط القطاع، وهي المنطقة الكبيرة الأخرى الوحيدة التي لم تجتاحها القوات الإسرائيلية بعد في هجومها المستمر منذ خمسة أشهر.

"هجوم إسرائيلي على رفح"

وكانت إسرائيل قد هددت بشن هجوم شامل على رفح، آخر مدينة على الطرف الجنوبي لقطاع غزة، على الرغم من المناشدات الدولية، بما في ذلك من حليفتها الرئيسية واشنطن، للتراجع عن هذه الخطوة التي قد تؤدي إلى حمام دم.

ويقول السكان الذين فروا إلى رفح من مناطق أخرى إنه لم يعد هناك ملجأ آخر يذهبون إليه. وفي الوقت نفسه جفت تدفقات المساعدات الهزيلة بالفعل بشكل شبه كامل خلال الأسبوعين الماضيين، إذ تقول الأمم المتحدة إن عمليات نقلها لم تعد آمنة بما يكفي في كثير من الأحيان، مما يدفع السكان إلى شفا المجاعة.

وأصدر رؤساء وكالات الإغاثة الرئيسية التابعة للأمم المتحدة ومنها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين واليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية، رسالة مشتركة يطالبون فيها بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية.

وكتبوا: "الأمراض متفشية والمجاعة تلوح في الأفق والمياه تتناقص والبنية التحتية الأساسية دمرت وتوقف إنتاج الغذاء وتحولت المستشفيات إلى ساحات قتال ويواجه مليون طفل صدمات يوميًا".

وحذروا قائلين إن أي مزيد من التصعيد في رفح المكتظة: "من شأنه أن يتسبب في سقوط أعداد كبيرة من القتلى. كما يمكن أن يوجه ضربة قاتلة للاستجابة الإنسانية التي انهارت بالفعل".

محادثات هنية في القاهرة

وفشلت المحادثات الرامية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار قبل أسبوعين عندما رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عرضًا من حماس بشأن هدنة مدتها أربعة أشهر ونصف الشهر تنتهي بانسحاب إسرائيل.

وتقول حماس، التي يعتقد أنها لا تزال تحتجز أكثر من 100 أسيرًا، إنها لن تطلق سراحهم ما لم توافق إسرائيل على إنهاء القتال والانسحاب من غزة. وتقول إسرائيل إنها لن تنسحب قبل القضاء على الحركة.

لكن وصول هنية إلى القاهرة هذا الأسبوع في أول زيارة معلنة له منذ ديسمبر/ كانون الأول أقوى إشارة منذ أسابيع على أن المفاوضات مستمرة.

والتقى هنية بمسؤولين مصريين يشاركون في الوساطة، لكن حتى الآن لم يعلَن عن المحادثات سوى القليل من التفاصيل.

وقال سامي أبو زهري رئيس الدائرة السياسية لحماس في الخارج لرويترز: إن إسرائيل تتراجع الآن عن الشروط التي قبلتها بالفعل في بداية فبراير/ شباط في عرض لوقف إطلاق النار صاغته الولايات المتحدة ووسطاء مصريون وقطريون في باريس.

وأضاف: "الاحتلال غير معني بنجاح أي اتفاق وهو تراجع عن ورقة الإطار التي وضعها الوسطاء وشارك فيها... نتنياهو غير معني بملف الأسرى وكل ما يهمه هو مواصلة تنفيذ حكم الإعدام في غزة".

ولم يصدر أي رد بعد من المسؤولين الإسرائيليين على هذه التصريحات. وقال نتنياهو إنه لن يوافق على "مطالب حماس الوهمية،" لكنه قال إنه إذا أبدت الحركة مرونة فسيكون من الممكن إحراز تقدم.

وقال بيني غانتس عضو مجلس وزراء الحرب أمس الأربعاء: إن هناك "مؤشرات أولية واعدة على إحراز تقدم" بشأن اتفاق جديد لإطلاق سراح المحتجزين من غزة، وإنه بدون اتفاق ستواصل إسرائيل الحرب.

وأضاف: "لن نتوقف عن البحث عن طريقة ولن نفوت أي فرصة لإعادة بناتنا وأبنائنا إلى الوطن"، حسب تعبيره.

تابع القراءة
المصادر:
رويترز
تغطية خاصة
Close