أكد عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" باسم نعيم، اليوم السبت، أنّ الحركة تعاملت مع كل المقترحات التي وصلتها على مدار الأسابيع الماضية بـ"إيجابية عالية" باعتبار أن وقف العدوان الإسرائيلي هو هدف أساسي لها.
وفي حديث لـ"العربي" على هامش أعمال الدورة الثانية من المنتدى السنوي لفلسطين المنعقد في الدوحة، أوضح نعيم أن حماس كانت دائمًا تحدد 3 شروط أساسية يجب أن تتحقق في أي وقف للعدوان، لأنها رفضت منذ البداية وقف إطلاق نار مؤقت أو ما يسمى بالهدنة الإنسانية، باعتبار أن هذا الأمر سيعطي العدو الفرصة ليعيد ترتيب أموره، ومن ثم ينطلق من جديد في عدوانه.
وذكر أنه قبل عدة أيام سلمت حماس ردها إلى الوسطاء في قطر ومصر في وقت متزامن، وبعد ذلك سافر وفد بقيادة خليل الحية رئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية إلى القاهرة لمتابعة ردود الأفعال وتفاصيل التفاوض حول وقف العدوان على الشعب الفلسطيني.
ما هي شروط حماس لتبادل الأسرى ووقف العدوان؟
الشرط الأول، حسب القيادي في حماس هو الوصول إلى وقف إطلاق نار شامل ومعلن وبضمانات دولية متعددة.
أما الشرط الثاني فهو أن يرفع الحصار، وأن تفتح المعابر، وأن تدخل كل احتياجات القطاع من احتياجات الإغاثة والإيواء وإعادة الإعمار، حسب نعيم.
وأشار نعيم إلى أن الشرط الثالث، هو صفقة للتبادل تؤدي في النهاية إلى ما أسماه بـ"تبييض السجون الصهيونية من الأسرى الفلسطينيين".
القيادي في حماس الذي لفت إلى أن هناك تفاصيل لتحقيق هذه الشروط وهي المدد الزمنية وأعداد الأسرى، أوضح أن وفد الحركة ذهب إلى القاهرة من أجل التفاوض أو الحديث حولها.
وأكد نعيم أن حركته تقدم كل المرونة المطلوبة فيما يتعلق بالتفاصيل مقابل أن تتحقق هذه الشروط الثلاثة التي تضمن للشعب الفلسطيني وقف هذا العدوان، ورفع الحصار، وإغاثة الناس، وإعادة الإعمار وتبييض السجون.
وأوضح نعيم أن اتفاق باريس هو إطار عمل وليس اتفاقًا نهائيًا بالمدد الزمنية والضوابط السياسية والقانونية، مشيرًا إلى أن هذا الاتفاق جاء لجسر الفجوة التي كانت قبل اللقاء في باريس بين المتفاوضين.
وفي 28 يناير/ كانون الثاني الماضي، عُقد اجتماع في باريس، بمشاركة ممثلين عن إسرائيل والولايات المتحدة ومصر وقطر، لبحث صفقة تبادل أسرى ووقف الحرب في غزة، تتم عبر 3 مراحل، وفق مصادر فلسطينية وأميركية.
إذ لفت إلى أن إسرائيل كانت مشاركة في باريس في صياغة الاتفاق، مؤكدًا أن رد حماس على هذه الاتفاق جاء ضمنًا بموافقة العدو الصهيوني، ولذلك جاء الحركة إيجابيًا ويمرونة عالية وهذا ما تحدث به كل الوسطاء بما فيهم حتى الولايات المتحدة.
وقال باسم نعيم: إن "العدو الصهيوني هو واهم لأن ما لم يحققه على مدار 4 شهور من الإبادة الجماعية ومن الأحلام المريضة بتحطيم المقاومة وتهجير السكان واسترجاع الأسرى لدى المقاومة بالدبابة والطائرة والإبادة الجماعية يريد أن يحققه بالتفاوض".
رفض إسرائيلي لمقترحات "حماس"
وأوضح باسم نعيم أن الحركة خبرت العدو الإسرائيلي، وتعرف جيدًا ما هي حقيقته، مشيرًا إلى أن موقف الاحتلال يتمثل في أنه يريد أن يوقف العدوان لأنه يعاني من فشل ميداني، ويعاني من ساحة داخلية ممزقة، وتكاد تنطلق هناك حرب أهلية وتنهار الحكومة الائتلافية، بالإضافة إلى أن هناك ضغطًا دوليًا سواء من قبل الولايات المتحدة، أو بسبب ما يحدث في الإقليم.
والجمعة، أفاد مسؤول إسرائيلي أنّ تل أبيب رفضت معظم المقترحات التي تقدمت بها حماس، بشأنّ الخطوط العريضة لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، وفق إعلام عبري.
ونوه المسؤول إلى أنّ إسرائيل أبدت استعدادها للدخول في مفاوضات على أساس الاقتراح الأصلي، الذي تم وضعه في اجتماع باريس، قبل بضعة أسابيع.
والثلاثاء، أعلنت "حماس" في بيان، تسليم ردّها إلى مصر وقطر حول "اتفاق الإطار" لمقترح تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأكد يومها رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أن الدوحة تسلمت رد "حماس" حول مقترح الهدنة في قطاع غزة وهو "إيجابي ويتضمن ملاحظات".
كما قال متحدث مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، للصحافيين، الثلاثاء: "نعتقد أنه تم طرح مقترح جاد لهدنة مطوّلة، وما زلنا في طور محاولة التوقيع على هذا المقترح وتنفيذه".