Skip to main content

وسط أجواء متوترة وسعيًا للتفوق العسكري.. سباق التسلح يحتدم بين الدول الكبرى

الإثنين 6 مارس 2023

بدأ سباق التسلح بين دول العالم، وتحديدًا بين المعسكرين الشرقي والغربي، منذ الحرب الباردة. ولم يهدأ منذ ذلك الحين.

لكنّ هذا السباق بين كبرى الدول لتحقيق التفوق العسكري احتدم في الفترة الأخيرة، مع اشتعال المعارك في أوكرانيا وزيادة الإنفاق الدفاعي الذي قامت به العديد من الدول، بالإضافة إلى التوتر بين الصين وتايوان وغيرها من الظروف.

كم بلغت الميزانيات المرصودة؟ 

شجعت الهواجس الأمنية على خلفية التطورات المتسارعة التي يشهدها العالم، الولايات المتحدة على إقرار ميزانية بقيمة تزيد عن 850 مليار دولار خلال عام 2023.

وجاءت هذه الميزانية بزيادة قدرها 45 مليارًا عن تلك التي طرحها الرئيس الأميركي جو بايدن.

من جهتها، رفعت الصين الميزانية المرصودة للدفاع بشكل طفيف بهدف مواجهة التحديات الأمنية المعقدة والكفاح ضد استقلالية تايوان، بحسب وصفها.

وارتفعت ميزانيتها بنسبة 7.2% العام الجاري، ليبلغ بذلك معدل إنفاقها عسكريًا 225 مليار دولار.

أوروبيًا، أعلنت برلين تخصيص 2% من الناتج المحلي للموازنة الدفاعية، حيث صوّت البرلمان لصالح إنشاء صندوق بـ107 مليارات دولار لزيادة ميزانية القوات المسلحة.

من ناحيتها، خصّصت فرنسا في الإطار نفسه 400 مليار دولار بين عامَي 2024 و2030 للإنفاق العسكري.

أما روسيا، التي تعد خامس أكبر منفق على السلاح في العالم، فيُقدر حجم إنفاقها الدفاعي بأكثر من 82 مليار دولار. وكانت نسبة التسلح قبل بدء الحرب على أوكرانيا، وصلت إلى 4.1% من الناتج المحلي.

أما في ما يخص اليابان، فقد قررت - مدفوعة بمخاوف التعرض أيضًا لتهديد من جيرانها - تغيير عقيدتها العسكرية التي أقرتها بعد الحرب العالمية الثانية للمرة الأولى. 

وأعلنت مضاعفة ميزانياتها المخصصة للدفاع إلى 839 مليار دولار، أي بمعدل 2% من الناتج الإجمالي في غضون عام 2027، ليرتفع بذلك إنفاق طوكيو العسكري هذا العام إلى 51 مليار دولار.

"الصين ليست عدوًا عسكريًا"

وفي هذا الإطار، يلفت السفير الأميركي السابق لدى حلف شمال الأطلسي روبرت هنتر، إلى أن "الولايات المتحدة الأميركية لا تزال أكبر دولة من حيث الإنفاق على الدفاع، إذا كانت الأرقام التي تأتي من روسيا والصين جديرة بالتصديق".

ويعتبر في حديث إلى "العربي" من واشنطن، أن الولايات المتحدة قد تعتبر الصين عدوها الحقيقي، ولكنها ليست عدوًا عسكريًا في الواقع إلا إذا حاولت شن حرب على تايوان، متحدثًا عن "تنافس اقتصادي". 

إلى ذلك، يشير هنتر إلى أن بكين تظهر بزيادة إنفاقها العسكري الدفاعي للعالم الخارجي من الناحية النفسية أنها لاعب أكثر أهمية، وأيضًا للتحقق من أن تايوان لا تحاول أن تفعل شيئًا من قبيل إعلان استقلالها.

ويرى أن الفكرة القائلة بأن الصين ستحاول أن تستخدم أي من هذا على نحو سيأتي إلى القوة العسكرية في الساحة فلن يكون له معنى على الإطلاق بالنسبة لها، مذكرًا بأن الصين "لا تزال تركز على تنمية اقتصادها".

المصادر:
العربي
شارك القصة