علّق الجيش السوداني المحادثات المتعلقة بوقف إطلاق النار وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية والتي تعقد في جدة، ما أثار مخاوف من إراقة المزيد من الدماء وازدياد الفوضى بحسب ما ذكر مصدر دبلوماسي سوداني لوكالة "رويترز".
يأتي هذا التطور بعدما استمرت المعارك في السودان، يوم أمس بين الجيش الذي يقوده الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التي يترأسها محمد حمدان دقلو، على الرغم من تمديد الهدنة التي لم يتم الالتزام بها مطلقًا، في محاولة لنقل مساعدات إنسانية حيوية لهذا البلد الذي أصبح على حافة المجاعة.
انتهاكات متكررة لوقف إطلاق النار
وبدأت المحادثات بين الطرفين في أوائل مايو/ أيار، وأسفرت عن إعلان مبادئ ينص على الالتزام بحماية المدنيين، كما أسفرت عن اتفاق الطرفين على وقف إطلاق النار لفترتين قصيرتين أفادت تقارير بانتهاكهما مرارًا.
ووافق الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية على تمديد وقف إطلاق النار الذي استمر أسبوعًا، لخمسة أيام أخرى قبيل موعد انتهائه الذي كان مقررًا مساء الاثنين.
وتوسطت السعودية والولايات المتحدة لإبرام اتفاق وقف إطلاق النار، وتراقبان تنفيذه عن بعد. وقال البلدان إن طرفي الصراع انتهكا الاتفاق، لكنهما سمحا بوصول المساعدات إلى ما يقدر بنحو مليوني شخص.
وانتهك الطرفان كل فترات وقف إطلاق النار منذ بدء الصراع، الواحدة تلو الآخر، مما أثار مخاوف من استمرار العنف الذي قد يزعزع استقرار دول أخرى في المنطقة.
#السودان.. #البرهان يُلوّح باستخدام "القوة المميتة" في مواجهة قوات الدعم السريع#العربي_اليوم تقرير: ساهر عريبي pic.twitter.com/Riv7hCSZjI
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) May 30, 2023
اشتباكات عنيفة وعمليات نهب
وتحدث سكان عن اندلاع اشتباكات عنيفة حتى وقت متأخر، أمس الثلاثاء، في جنوب العاصمة الخرطوم، وفي مدينة أم درمان التي تقع على الضفة المقابلة لنهر النيل.
وتسبب الصراع في نزوح ما يقرب من 1.4 مليون شخص من ديارهم، ومن بينهم ما يربو على 350 ألف شخص عبروا الحدود إلى بلدان مجاورة، فيما تعرضت مناطق في العاصمة لأعمال نهب كبيرة وتعاني من انقطاع متكرر للكهرباء والمياه. وتوقفت معظم المستشفيات عن العمل.
ونقلت الأمم المتحدة، وبعض وكالات الإغاثة والسفارات وبعض هيئات الحكومة المركزية السودانية عملياتها إلى بورتسودان، بولاية البحر الأحمر، وهي مركز شحن رئيس لم يشهد اضطرابات تذكر، لكن والي ولاية البحر الأحمر السودانية، أعلن في وقت متأخر أمس الثلاثاء حظر التجول في المدينة، اعتبارًا من 11 مساء إلى الخامسة صباحًا بالتوقيت المحلي.
وأودت هذه الحرب التي اندلعت في 15 أبريل/ نيسان، بحياة أكثر من 1800 شخص، وفقًا لمنظمة ACLED غير الحكومية.