أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الخميس، قبول استقالة ممثله الخاص في السودان فولكر بيرتس، الذي طلب إعفاءه من منصبه.
وأوضح الأمين العام أن مبعوثه الخاص إلى السودان "لديه أسباب قوية للاستقالة"، دون ذكر تفاصيل أكثر.
والأربعاء، قال بيرتس في إحاطة أمام مجلس الأمن الدولي إنه طلب من غوتيريش إعفاءه من منصبه الذي قضى فيه أكثر من عامين ونصف.
وأشار بيرتس إلى أن تلك الإحاطة "ستكون الأخيرة" بصفته ممثلًا خاصًا للأمين العام للسودان، ورئيسًا لبعثة الأمم المتحدة هناك.
وكانت سلطات الخرطوم، أعلنت في يونيو/ حزيران الماضي بيرتيس شخصًا غير مرغوب فيه، وذلك بعدما طلب قائد الجيش السوداني عيد الفتاح البرهان في مايو/ أيار من غوتيريش استبداله.
وقدّم بيرتيس تقريرًا عن النزاع الذي اندلع منتصف أبريل/ نيسان بين الجيش بقيادة البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، محمّلًا الطرفين مسؤولية استمراره.
40 قتيلًا في غارات جوية على نيالا
ميدانيًا، لا تحمل الأخبار المتواترة من دارفور إلا أعداد القتلى وحجم الانتهاكات. ففي أحدث مأساة، قُتل 40 مدنيًا على الأقل في مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور إثر غارات جوية يتهم الجيش السوداني بشنها، وفق بيان لأعيان المدينة.
وكانت الغارات استهدفت سوقين شعبيين وأحياء سكنية في ظل تواصل المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع، وتواصل موجات الهروب من جحيم الاقتتال.
مقتل 40 مدنيا في مدينة نيالا السودانية بالتزامن مع زيارة #البرهان إلى #تركيا#العربي_اليوم #السودان تقرير: محمد الشياظمي pic.twitter.com/TqhGw0wilm
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) September 14, 2023
ويترافق هذا التصعيد مع زيارة يجريها عبد الفتاح برهان إلى تركيا، هي الخامسة له خارجيا منذ اندلاع النزاع في أبريل/ نيسان الماضي.
والتقى البرهان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في العاصمة أنقرة في اجتماع مغلق لم ترشح عن مضامينه أي معطيات أو بيانات. إلا أن بيانًا صادرًا عن مجلس السيادة الانتقالي ذكر أن البرهان سيجري خلال هذه الزيارة غير محددة المدة مباحثات مع أردوغان تتناول مسار العلاقات بين البلدين وسبل تعزيزها.
وتداولت تقارير إعلامية أن هذه الزيارة وسابقاتها التي أجراها البرهان إلى كل من مصر وجنوب السودان وقطر وإريتريا، يحكمها سياق واحد وهو البحث عن مخرج سياسي جديد في ظل عدم تحقيق أي طرف تقدمًا ميدانيًا مهمًا على حساب الآخر.
وأدت المعارك بين الحليفين السابقين البرهان ودقلو إلى مقتل نحو 7500 شخص ومن المرجح أن تكون الحصيلة الفعلية أعلى بكثير، بينما اضطر نحو خمسة ملايين شخص إلى ترك منازلهم والنزوح داخل السودان أو العبور إلى دول الجوار خصوصًا مصر وتشاد.