في ظل موجة الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي تجتاح إيران، اتهم وزير الخارجية الإيراني عددًا من الدول الغربية بنشر العنف في بلده، من خلال تعليم المحتجين صنع أسلحة وقنابل مولوتوف.
وقال الوزير حسين أمير عبد اللهيان: "في تناقض مع ميثاق الأمم المتحدة، يشجع عدد صغير من الحكومات الغربية المختبئة وراء شعارات سلمية على العنف، ويعلّم المتظاهرين كيفية صنع أسلحة وزجاجات مولوتوف في إيران من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام".
وتحدث عبد اللهيان هاتفيًا مساء الخميس مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ونُشرت مواقفه على الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية.
وأكد الوزير أن تصرفات هذه الدول الغربية "أدت إلى مقتل رجال شرطة وانعدام الأمن في إيران، كما مهدت الطريق لنشاط تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي".
اتهامات حكومية
ويواجه حاليًا أكثر من ألف شخص اتهامات بإثارة الشغب في إيران على خلفية الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي بدأت في سبتمبر/ أيلول بعد وفاة الشابة الكردية مهسا أميني، التي احتجزتها شرطة الأخلاق بتهم ارتداء ملابس غير لائقة.
وتشكل هذه الاحتجاجات أحد أكبر التحديات التي تواجه حكام البلاد منذ الثورة في 1979. وعلى مدى سبعة أسابيع استمرت الاحتجاجات على الرغم من حملة أمنية أسفرت عن سقوط ضحايا، وتحذيرات شديدة من جانب قوات الأمن.
وذكرت وكالة نشطاء حقوق الإنسان (هرانا) أن 318 محتجًا لقوا حتفهم في الاضطرابات، من بينهم 49 قاصرًا. وأضافت أن 38 من أفراد الأمن قتلوا أيضًا.
تجدد الاحتجاجات في أربعينية #مهسا_أميني بعدة مناطق في #إيران#العربي_اليوم تقرير: ياسر مسعود pic.twitter.com/QcDGChWtF6
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) October 27, 2022
وفي الشهر الماضي، قالت وسائل الإعلام الرسمية إن أكثر من 46 من أفراد الأمن لقوا حتفهم، منهم أفراد في الشرطة. ولم يصدر مسؤولو الحكومة أي تقدير لحصيلة وفيات أكبر من ذلك.
كما قُتل 13 شخصًا على الأقل، بينهم طفلان، في 26 تشرين الأول/ أكتوبر، في ضريح شيعي في شيراز في جنوب إيران، جرّاء هجوم تبناه تنظيم الدولة.
"أعداء إيران"
ووصفت السلطات معظم التحركات بأنها "أعمال شغب" يقف وراءها "أعداء" إيران.
وحذر اللواء حسين سلامي القائد العام للحرس الثوري الجمعة، "أعداء إيران" من أنهم لن يعرفوا السلام، قائلًا: "سنقض مضاجعكم"، وفق ما نقلت عنه وكالة "إرنا" الرسمية.
وأضاف سلامي: "منذ عدة أيام، وهم يشعرون بالخوف ويرسلون عبر دول مختلفة رسائل لنا يطلبون منا ألا نستهدفهم".
ومضى قائلًا: "إننا لن نمر مرور الكرام على الجرائم التي ارتكبها الأعداء. سننتقم لدم الشهداء".
وكان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي قال بمناسبة ذكرى اقتحام السفارة الأميركية في إيران عام 1979، إن بلاده تحررت من الولايات المتحدة قبل 43 عامًا، و"لن تكون أسيرة لواشنطن مرة أخرى".
وجاء كلام رئيسي ردًا على تصريحات للرئيس الأميركي جو بايدن خلال حملة انتخابية لدعم الحزب الديمقراطي في ولاية كاليفورنيا قال فيها: "لا تقلقوا سنحرر إيران.. سيحررون أنفسهم".