وسط تخوف أميركي.. نشاط صيني متزايد في السباق إلى الفضاء

تعتزم الصين إطلاق مركبة الفضاء شنتشو-15 إلى محطتها الفضائية في الساعة 11.08 مساء (15:08 بتوقيت جرينتش) غدًا الثلاثاء في آخر مهمة في خطتها لاستكمال محطتها الفضائية المدارية المأهولة، وفق ما أعلنت وكالة الفضاء الصينية للرحلات المأهولة اليوم الإثنين. 

وفي مؤتمر صحفي، قالت الوكالة: "إن المركبة تحمل ثلاثة رواد فضاء وإنه سيتم تسليم المحطة الفضائية لهم في غضون أسبوع من قبل رواد الفضاء الثلاثة الذين وصلوا إلى هناك في أوائل يونيو/ حزيران.

وقال متحدث باسم الوكالة: "خلال فترة الإقامة، سيستقبل طاقم شنتشو -15 سفينة الشحن تيانتشو -6 الزائرة ويتسلمون سفينة الفضاء المأهولة شنتشو-16، ويخططون للعودة إلى موقع هبوط دونغ فنغ الصيني في مايو من العام المقبل".

محطة من ثلاث وحدات 

وكانت الصين قد بدأت في أبريل/ نيسان 2021 بناء محطة الفضاء المكونة من ثلاث وحدات مع إطلاق وحدة تيانخه التي تمثل مقر المعيشة الرئيسي لرواد الفضاء. ثم أطلقت في يوليو/ تموز الماضي ونوفمبر/ تشرين الثاني المختبرين و"نتيان" و"منغتيان".

وتقول الصين إن مركبة "ونتيان" الفريدة من نوعها ستسخّر كمنصة لتجاربها العلمية وتعزيزها نشاطها خارج المجال الجوي.

ويقول العلماء المشرفون على "ونتيان" إن طولها يبلغ 17,9 أمتار، فيما يبلغ قطرها 4,2 أمتار، في حين بلغت كتلتها عند الإقلاع 23 طنًا. 

وتحتوي الوحدة الفضائية على ثلاث مناطق للنوم ومراحيض ومطبخًا لضمان راحة رواد الفضاء، إضافة إلى رفوف للتجارب العلمية. 

وسيمثل اكتمال محطة الفضاء الصينية المصممة لتبقى في العمل لمدة عشر سنوات على الأقل إنجازًا مهمًا في طموحات الصين في وجود لها في مدار قريب من الأرض، لاسيما وأنه من المحتمل أن تتوقف محطة الفضاء الدولية المتقادمة التابعة لإدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) عن العمل في نهاية العقد الجاري.

قلق غربي من تقدم الصين في سباق الفضاء

وحقّقت بكين تقدمًا كبيرًا في سباق الفضاء في السنوات الأخيرة مما أثار قلق واشنطن ودولًا غربية أخرى.

وشبه رئيس البرنامج الصيني لاستكشاف القمر يي بيجيان، القمر والمريخ بالجزر المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي التي تطالب بكين بالسيادة عليها.

ومن جهتها، اعتبرت رئيسة قوة الفضاء بالجيش الأميركي اليوم الإثنين أن التقدم السريع في القدرات العسكرية الصينية يشكل مخاطر متزايدة على التفوق الأميركي في الفضاء الخارجي.

وقالت نينا أرماجنو في فعالية بسيدني نظمها معهد السياسة الإستراتيجية الأسترالي البحثي الذي تموله جزئيا الحكومتان الأمريكية والأسترالية: "إن بكين أحرزت تقدمًا كبيرًا في تطوير تكنولوجيا الفضاء العسكرية بما في ذلك في مجالات مثل الاتصالات عبر الأقمار الصناعية والمركبات الفضائية التي يمكن إعادة استخدامها والتي تسمح للدول بتوسيع نطاق برامجها الفضائية بسرعة.

وأضافت: "أعتقد أنه من الممكن تمامًا أن يتمكنوا من اللحاق بنا والتفوق علينا بالتأكيد. التقدم الذي أحرزوه كان مذهلًا وسريعًا".