تجدّدت أزمة الوقود ومشتقاته في السوق المحلية داخل لبنان، بالتزامن مع تدهور حاد في سعر صرف العملة المحلية "الليرة" أمام الدولار في السوق الموازية (السوداء).
وأشارت وكالة "الأناضول" بعد جولة على محطات بيع الوقود بالعاصمة بيروت، إلى أن مجموعة من المحطات أغلقت أبوابها لعدم توفر السلعة بسبب تغيرات أسعار صرف الدولار، وبالتالي صعوبة الاستيراد وفق الأسعار الحالية.
في المقابل، امتنعت مجموعة ثانية من المحطات عن بيع المحروقات بالأسعار الحالية، مع بلوغ الليرة 15 ألفًا أمام الدولار، مقابل 10 آلاف قبل أسبوع، فيما سعر البنك المركزي 1510 لكل دولار.
وتقوم مجموعة ثالثة من المحطات، بفتح أبوابها أمام الزبائن لكن ضمن تقنين بيع الوقود للمستهلكين وارتفاع الأسعار، بسقف لا يتجاوز 20 ألف ليرة (13 دولارًا وفق السعر الرسمي) للمركبة الواحدة.
تدافع المواطنين
وأمام هبوط أسعار الصرف وتقنين البيع أو الامتناع عنه، لحين استقرار سعر الدولار في السوق السوداء، شهدت المحطات التي فتحت أبوابها، تدافعًا من المواطنين للتزود بالوقود خشية انقطاعه من الأسواق.
ونقلت الوكالة عن ميشال حداد، وهو صاحب محطة وقود في مدينة عالية (جبل لبنان) أنه أقفل باب محطته "بسبب التهافت الحاصل على الشراء ومشاحنات مع المستهلكين"، متوقعًا ارتفاع أسعار المحروقات، بفعل هبوط الليرة.
أمّا في بعلبك بالبقاع الشمالي، فقد أقفلت اليوم غالبية محطات المحروقات، ورَفعت خراطيم التعبئة إشارة منها لعدم توفر المحروقات.
وقال ممثل موزعي المحروقات في لبنان فادي أبو شقرا لـ "الأناضول" إن سعر صفيحة البنزين ارتفع بمتوسط 4 آلاف ليرة للمستهلك، مشيرًا إلى أن شحنة من الوقود ستصل المحطات خلال وقت لاحق اليوم.
وكان أبو شقر أفاد الوكالة "الوطنية للإعلام" بأن "هناك تأخيراً في إصدار جدول أسعار الوقود اليوم، بسبب الارتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار"، إذ يتم تحديث الأسعار في لبنان بشكل أسبوعي.
وفي غضون أيام قليلة ماضية، صعد سعر صفيحة البنزين (95 أوكتان) سعة 20 ليترًا بنسبة 11.8% إلى 38.9 ألف ليرة (25.7 دولارًا وفق السعر الرسمي) من 34.8 ألفًا (23 دولارًا).
مسلسل الجحيم
اللبنانيون الذين تحاصرهم الأزمة، تضيق سبل عيشهم يومًا بعد يوم مع الارتفاع المتواصل لأسعار كل السلع بموازاة تدهور قيمة ما يملكونه من أوراق نقدية بالعملة المحلية.
وبينما يجد بعضهم في الاحتجاج وقطع الطرقات بشكل شبه يومي "شرًا لا بد منه"؛ لرفع الصوت والدعوة إلى إصلاح الأوضاع حالًا، يواكب آخرون الأخبار السيئة بتعليقات غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي.
هتاف بو رسلان وصفت في تغريدة على تويتر؛ الارتفاع في سعر المحروقات اليوم بحلقة في مسلسل الجحيم.
مسلسل الجحيم: #البنزين رسمياً بـ55000 ليرة نهاية الشهر
— Hitaf Bou Reslan (@HitafBou) March 17, 2021
أما إدي حطّاب فاعتبر أن حدث اليوم سيجبر كل اللبنانيين على ملازمة بيوتهم، حتى أولئك الذين لم تشملهم معدلات البطالة حتى الساعة.
إذا كان في كم شخص بعدو عم يشتغل، مع ارتفاع سعر صفيحة البنزين كلنا رح نقعد بالبيت قريباً. (40،000 الله ياخدكن لنرتاح) #لبنان #البنزين #كلن_يعني_كلن
— Eddy حَattab (@EddyHattab) March 17, 2021
وكانت الأزمة اللبنانية تعمّقت في أغسطس/ آب الماضي عندما دمر انفجار في ميناء بيروت أجزاء واسعة من المدينة، موديًا بحياة 200 شخص ومجبرًا حكومة حسان دياب على الاستقالة.
لكن ثمة خلافات بين خلفه المكلف، سعد الحريري، وبين الرئيس ميشال عون. ولم يتمكن الحريري حتى الآن من تشكيل حكومة جديدة، لمباشرة إصلاحات ضرورية من أجل الحصول على الدعم الأجنبي.