دعا المفوض الأوروبي لإدارة الأزمات، يانيز ليناركيتش، اليوم الإثنين، إلى هدنات "ذات مغزى" في غزة، وإيصال الوقود بشكل عاجل إلى القطاع لضمان المحافظة على عمل المستشفيات.
وقال ليناركيتش خلال اجتماع لوزراء خارجية التكتل في بروكسل: "هناك حاجة ملحة لتحديد الهدنات الإنسانية واحترامها".
وأضاف: "يتعيّن إدخال الوقود. كما ترون، فإن أكثر من نصف المستشفيات في قطاع غزة توقف عن العمل، لأسباب أهمها نفص الوقود وهناك حاجة ملحة للوقود".
مستشفيات محاصرة
ومنذ 3 أيام، تحاصر قوات الاحتلال الإسرائيلي مربع المستشفيات في شمال القطاع، وسط عدوان مستمر منذ 38 يومًا، طال معظم المرافق الصحية في عزة، وأسفر عن استشهاد ما يقارب 11200 فلسطيني، وغالبيتهم من الأطفال والنساء.
وأفادت وزارة الصحة بالقطاع اليوم، بأن جميع المستشفيات العالقة وسط المعارك الأكثر ضراوة في شمال غزة خرجت عن الخدمة في ظل نقص الوقود وتواصل الحصار الإسرائيلي.
وكان مدير مجمع الشفاء الطبي محمد أبو سلمية قد أعلن اليوم الإثنين ارتفاع عدد الوفيات جراء انقطاع الخدمات والتيار الكهربائي بالمستشفى إلى 20 شخصًا، بينهم 6 من الأطفال الخدج.
هدنات "محددة بوضوح"
وأصدرت دول الاتحاد الأوروبي الـ27 بيانًا، يوم الأحد، يدعو إلى "حماية" المستشفيات ويدين حماس لاستخدامها المنشآت الطبية والمدنيين "دروعًا بشرية". وطالب التكتل "بهدنات إنسانية فورية" للسماح بدخول المساعدات إلى القطاع المحاصر.
وقال ليناركيتش: "يجب أن تكون هذه الهدنات ذات مغزى"، مضيفًا: "أولًا، يجب أن يتم الإعلان عنها قبل وقت طويل من التطبيق ليكون بإمكان المنظمات التحضير لاستغلالها. ثانيًا، يجب أن تكون محددة بوضوح من ناحية الوقت".
وشدد مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، على أن "غزة تحتاج إلى مزيد من المساعدات أيًا كانت وجهة النظر". وقال: "المياه والوقود والغذاء. هذه المساعدات متوفرة وهي عند الحدود بانتظار إدخالها".
غطاء للمجازر الإسرائيلية
واعتبرت حركة "حماس" في بيان اليوم أن تلك الاتهامات باستخدام المستشفيات والمدنيين دروعًا بشرية، ما هي إلا غطاء أوروبي للاحتلال لارتكاب مزيد من الجرائم.
وقالت الحركة، إن "اتهامات جوزيب بوريل لحماس باستخدام المستشفيات والمدنيين كدروع بشرية، قلب للحقائق وغطاء أوروبي للاحتلال، لارتكاب المزيد من الجرائم ضد الأطفال والمدنيين العزل".
وأعربت الحركة عن رفضها واستنكارها بشدة "محاولة بوريل قلب الحقائق بخضوعه لرواية الاحتلال الكاذبة، التي تدعي استخدام حركة حماس المستشفيات والمدنيين كدروع بشرية"، وفق المصدر ذاته.
وفي السياق نفسه، قال وزير خارجية لوكسمبورغ جان أسلبورن، إنه يجب عدم تحويل مستشفيات غزة إلى "ساحات معارك".
وأضاف: "لا فرصة (للحياة) بالنسبة للمرضى في وحدات العناية المشددة". وتابع: "لم يعد هناك أكسجين ولا مياه ولا أدوية. لذا فسيموت هؤلاء الناس".
ومع بداية العدوان على قطاع غزة، تطالب مستشفيات القطاع الفلسطيني المحاصر منذ 17 عامًا، بفتح المعابر وإدخال الوقود المشغل للمولدات الكهربائية، في ظل استمرار إسرائيل قطعها الكهرباء، والماء، ومنع دخول المواد الطبية والغذائية إلى غزة.