انطلقت اليوم الإثنين قمة "كوب 26" للمناخ في مدينة غلاسكو الإسكتلندية، شمالي المملكة المتحدة، بمشاركة زعماء 120 دولة، وسط دعوات لإنقاذ البشرية من التغير المناخي.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في المؤتمر إلى "إنقاذ البشرية" في مواجهة التغير المناخي من أجل وقف حفر "قبورنا بأيدينا".
وقال متوجهًا إلى قادة العالم المتواجدين في غلاسكو: "لقد آن الأوان للقول كفى". وأضاف: "كفى لانتهاك التنوع البيولوجي. كفى لقتل أنفسنا بالكربون. كفى للتعامل مع الطبيعة كمكب قمامة. كفى للحرق والحفر والاستخراج على أعماق أكبر. إننا نحفر قبورنا بأنفسنا".
وشدّد على أنه بدلًا من مواصلة استغلال الأرض "اختاروا إنقاذ مستقبلنا وإنقاذ البشرية".
واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أن الإنسانية "دُفعت إلى حافة الهاوية" بسبب "إدماننا على الوقود الأحفوري".
🌎 Choose ambition. 🌎 Choose solidarity. 🌎 Choose to safeguard our future and save humanity. UN Secretary-General @antonioguterres at the opening of the World Leaders Summit at #COP26 today. pic.twitter.com/VmUW3OtFMG
— UN Climate Change (@UNFCCC) November 1, 2021
تحذير من غضب شعبي "لا يمكن احتواؤه"
من جانبه، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في خطابه الافتتاحي بالمؤتمر: "غضب ونفاد صبر العالم لن يكون من الممكن احتواؤه إلا إذا جعلنا مؤتمر كوب26 هذا في غلاسكو اللحظة التي ننتقل فيها إلى الجد بشأن التغير المناخي، وهذا يشمل الفحم والسيارات والمال والأشجار".
وردد جونسون بذلك صدى الناشطة المدافعة على المناخ البالغة من العمر 18 عامًا، غريتا ثونبرغ الموجودة في غلاسكو مع الآلاف من المحتجين الآخرين، في حث القمة على عدم الانغماس في "الثرثرة".
وقال رئيس الوزراء البريطاني إنه إذا فشل الزعماء في تحقيق الهدف، فإن الأجيال التي لم تولد بعد "لن تسامحنا".
وتابع: "سيحكمون علينا بمرارة وبامتعاض يطغى على نشطاء المناخ اليوم، وسيكونون على حق"
فرصة لاقتصادات العالم
وفي كلمة له أمام القمة، اعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن أن الرد الواسع النطاق اللازم لوقف أزمة المناخ يجب أن يعتبر فرصة لاقتصادات العالم.
وقال بايدن: "وسط الكارثة المتنامية، أرى أن هناك فرصة رائعة، ليس فقط للولايات المتحدة إنما لنا جميعًا".
وتصدى للانتقادات التي تعتبر أن تحول الاقتصاد للحد من انبعاثات الغازات ذات مفعول الدفيئة ومن الاعتماد على مصادر الطاقة الأحفورية سيضر بالوظائف، فأكد أن "المسألة تتعلق تحديدًا بالوظائف".
وأوضح أن اعتماد الطاقة الكهربائية للنقل ونصب الواح للطاقة الشمسية وتوربينات لطاقة الرياح، كل ذلك "يولد وظائف جيدة، وظائف عالية الدخل، للعمال الأميركيين".
في المقابل، حذّر بأن المضي في الطريق نفسه الذي يسلكه العالم يضر بالاقتصاد.
وقال: "نقف اليوم عند نقطة تحول في تاريخ العالم" مشيرًا إلى انتشار حرائق الغابات وموجات الجفاف وكوارث أخرى على ارتباط بالمناخ.
وتابع "التغير المناخي يجتاح العالم" مؤكدًا أنه "ليس افتراضيًا، إنه يدمر حياة الناس ومصادر عيشهم".
وقال "لدينا القدرة على الاستثمار في أنفسنا وبناء مستقبل عادل، مستقبل من الطاقة النظيفة، وفي هذا السياق استحداث ملايين الوظائف الجيدة الدخل والفرص عبر العالم".
مؤتمر حاسم لمستقبل الكوكب
ويُعتبر مؤتمر الأطراف حول المناخ حاسمًا لمستقبل الكوكب، وافتتح أعماله الأحد ويستمر مدة أسبوعين في غلاسكو، وذلك بعد إرجائه لمدة عام بسبب تفشي فيروس كورونا.
وتأتي قمة المناخ، بعد يوم واحد من اختتام قمة مجموعة العشرين، التي عقدت في العاصمة الإيطالية روما يومي السبت والأحد، وفشلت في وضع جدول زمني وصولًا إلى هدف انبعاثات صفرية للكربون بحلول 2050.
وتمهيدًا للمؤتمر، أعاد قادة دول مجموعة العشرين في روما خلال عطلة نهاية الأسبوع التأكيد على الهدف الذي حدده اتفاق باريس بحصر الاحترار في 1,5 درجة مئوية مقارنة بمستوى ما قبل الحقبة الصناعية، وتحقيق الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن تقريبًا، وإنهاء الدعم الحكومي لمحطات الطاقة التي تعمل بالفحم في الخارج.
ويغيب عن قمة "كوب 26" الرئيسان الصيني شي جي بينغ، والروسي فلاديمير بوتين.
وتسهم الدول المشاركة في القمة بنحو 80% من انبعاثات الكربون.