سيطرت حركة طالبان، التي تشن منذ شهرين هجومًا على عدة جبهات ضد القوات الأفغانية، على معبر حدودي مهم بين أفغانستان وباكستان، في ولاية قندهار الجنوبية، وفق متحدث باسمها.
وأكد مسؤول في قوات الأمن الباكستانية، طلب عدم الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس، أن حركة طالبان سيطرت على معبر سبين بولدوك-شامان.
وكشف المسؤول أن مقاتلي الحركة "رفعوا علمهم وأنزلوا العلم الأفغاني".
وأفاد العديد من سكان المنطقة بأن قوات طالبان تنتشر في بلدة فيش، لا سيما في المباني الرسمية وكذلك على الطريق بين سبين بولداك وقندهار، عاصمة الولاية.
وقال المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد، في بيان: إن "مقاتلينا سيطروا على بلدة فيش الحدودية المهمة في ولاية قندهار".
"تحت سيطرتنا"
وأضاف: "من الآن فصاعدًا، أصبح الطريق الذي يربط جمارك شامان وسبين بولداك وقندهار تحت سيطرتنا".
ولفت إلى أن طالبان "تطمئن جميع التجار والمقيمين إلى أن سلامتهم مضمونة".
من جهتها، قالت وزارة الداخلية الأفغانية: إن القوات الأفغانية "صدت" محاولة طالبان للسيطرة على نقطة حدودية قرب سبين بولداك.
وأوضح المتحدث باسم الوزارة طارق عريان أن "إرهابيي طالبان تحركوا بالقرب من المنطقة الحدودية" في منطقة سبين بولداك، لكن "القوات الأمنية صدت هجومهم".
وتظهر بيانات الحكومة الأفغانية أن نحو 900 شاحنة تعبر يوميًا الحدود التي تربط باكستان بأفغانستان وإيران ودول آسيا الوسطى.
مفاوضات جادة
وفي السياق عينه، نقلت وكالة الإعلام الروسية، اليوم الأربعاء، عن وزارة الخارجية الروسية قولها: إن موسكو حثت أفغانستان وحركة طالبان على بدء مفاوضات "جادة" حول تشكيل حكومة ائتلافية انتقالية قبل فوات الأوان.
وكان وفد من حركة طالبان قال في موسكو الأسبوع الماضي: إن الحركة سيطرت على أكثر من 85% من الأراضي الأفغانية، وأبلغ روسيا بأن الحركة لن تسمح باستخدام البلاد قاعدة لمهاجمة الآخرين.
من جهته، قال وزير الدفاع التركي خلوصي آكار: إن تركيا فعلت "ما بوسعها لإحلال السلام والهدوء والاستقرار في أفغانستان"، وإنها "ستواصل العمل في الاتجاه نفسه".
وتأتي هذه التصريحات، بعد أن حذّرت حركة طالبان تركيا من الوجود بالقرب من مطار كابل، مؤكدة أنها ستتعامل مع تلك القوات على أنها قوة احتلال.
واعتبرت الحركة أن قرار تركيا ضمان أمن مطار كابل بعد انسحاب القوات بقيادة لولايات المتحدة "مستهجن".
وأعلنت الحركة أن "قرار القادة الأتراك ليس حكيمًا، بل انتهاك لسيادتنا ولوحدة وسلامة أراضينا وهو مخالف لمصالحنا الوطنية"، وذلك بعد أيام على إعلان تركيا أن قواتها ستتولى ضمان أمن مطار كابل بعد انسحاب القوات الأجنبية المقرر في نهاية أغسطس/ آب.
توسع سيطرة طالبان
بموازاة ذلك، تشن حركة طالبان هجومًا في كل الاتجاهات أطلقته في مطلع مايو/ أيار، وأتاح لها الاستيلاء على مناطق واسعة من الأراضي الأفغانية في مواجهة الجيش الأفغاني الذي بات محرومًا من الإسناد الجوي الأميركي المهم.
وسيطرت طالبان على أقاليم ريفية عدة ومعابر حدودية مهمة مع إيران وتركمانستان وطاجيكستان، وآخرها مدينة غزني الواقعة على الطريق الرئيس الرابط بين العاصمة كابل ومدينة قندهار جنوبي البلاد.
ولم يعد الجيش الأفغاني يسيطر سوى على المدن الكبرى وأبرز محاور الطرقات. وأكّدت وزارة الدفاع الأفغانية أن القوات الأفغانية قتلت نحو 300 من مقاتلي طالبان.
كما سقطت عدة مناطق في ولاية مجاورة لكابل في الآونة الأخيرة في أيدي طالبان، ما أثار مخاوف من أن تهاجم قريبًا العاصمة أو مطارها، الذي يشكل طريق الخروج الوحيد للرعايا الأجانب من المدينة.