الجمعة 13 Sep / September 2024

وسط هتافات الغضب ودعوات الثأر.. نابلس تودع الشهيدين مقبول وشاهين

وسط هتافات الغضب ودعوات الثأر.. نابلس تودع الشهيدين مقبول وشاهين

شارك القصة

نافذة إخبارية لـ"العربي" حول تشييع الشهيدين مقبول وشاهين في نابلس (الصورة: رويترز)
أفاد مراسل "العربي" بأن مئات الفلسطينيين وعشرات المسلحين شاركوا في تشييع شهيدي نابلس، وسط هتافات غاضبة وإطلاق كثيف للنيران.

وسط هتافات الغضب، ودعوات الثأر، شيع مئات الفلسطينيين في محافظة نابلس شمال الضفة الغربية اليوم الجمعة، جثماني الشهيدين حمزة مقبول (32 عامًا)، وخيري شاهين (34 عامًا) إلى مثواهما الأخير في المقبرة الشرقية بالمدينة.

وفي وقت مبكر من اليوم الجمعة، اقتحمت قوة خاصة مدعومة بقوات كبيرة من جيش الاحتلال، حارتي الفقوس والحبلة في البلدة القديمة بنابلس، وأعدمت الشهيدين مقبول وشاهين، كما أدى الاقتحام لإصابة ثلاثة آخرين بالرصاص.

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي: "خلال نشاط لقوات الأمن في القصبة بنابلس، أطلق مسلحون النار على قوة من الجيش التي حاصرتهم، ورد الجنود بإطلاق النار، وقتلوهم" حسب زعمها.

وأضافت: "تم اعتقال 3 مطلوبين آخرين في المدينة".

الشهيدان حمزة مقبول وخيري شاهين من نابلس
الشهيدان حمزة مقبول وخيري شاهين من نابلس - وسائل التواصل

وانطلق موكب التشييع من أمام مستشفى رفيديا الحكومي، وصولًا إلى ميدان الشهداء وسط المدينة، حيث أقيمت صلاة الجنازة على روحهما، ومن ثم جاب المشيعون أزقة البلدة القديمة حاملين جثماني الشهيدين على الأكتاف، حسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".

وردد المشيعون الهتافات الغاضبة والمنددة بالجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء الشعب الفلسطيني.

مئات الفلسطينيين يشيعون الشهيدين حمزة مقبول وخيري شاهين في نابلس
مئات الفلسطينيين يشيعون الشهيدين حمزة مقبول وخيري شاهين في نابلس - رويترز

جريمة إعدام شهيدي نابلس بدم بارد

وأفاد مراسل "العربي" بأن مئات الفلسطينيين وعشرات المسلحين شاركوا في تشييع الشهيدين مقبول وشاهين، وسط هتافات غاضبة وإطلاق كثيف للنيران، تنديدًا بما وصفوه بجريمة إعدام الشابين بدم بارد.

وأوضح أن عملية الاغتيال استمرت لمدة ساعة تقريبًا، حيث اقتحمت قوات خاصة إسرائيلية البلدة القديمة في مدينة نابلس وحاصرت منزلًا ثم وصلت تعزيزات عسكرية بعد ذلك لتأمين انسحاب القوات الخاصة وقامت باغتيال الشابين الذين يتهمهم جيش الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ عملية إطلاق نار في جبل الطور باتجاه سيارة للشرطة الإسرائيلية، ردًا على العدوان على مخيم جنين.

وأضاف مراسلنا، أن الهلال الأحمر الفلسطيني انتشل جثماني الشهيدين بعد انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث أفاد شهود عيان بأن جيش الاحتلال أعدم الشابين بعد تسليم نفسيهما.

ونقل عن شهود عيان، أن الشابين مقبول وشاهين كانا يتحدثان مع جيش الاحتلال الإسرائيلي خارج المنزل، وخرجا يرفعان أيديهما للأعلى، وبعد ذلك طلب منهما جيش الاحتلال التحرك لجهة اليسار للوصول إلى سطح المبنى الذي كانوا يتحصنون فيه.

وفيما أضاف الشهود أن أحد الشابين قال لجيش الاحتلال الإسرائيلي إنه ليس مسلحًا، ورفع يديه وخرج، أشاروا إلى أن الشابين كانا مسلحين في البداية بسلاح من نوع كارلو، وهو سلاح محلي الصنع، وبعد نفاذ الذخيرة سلما نفسيهما لجيش الاحتلال، والذي قام بإطلاق النار عليهما مباشرة عن طريق قناصة يعتلون أسطح المباني.

وتابع مراسلنا أنه باستشهاد هذين الشابين، يصل عدد الشهداء الذين قتلهم جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية هذا العام إلى 200 شهيد.

كتائب أبو علي مصطفى تؤكد تنفيذ الشهيدين عملية جبل جرزيم

بدورها، نعت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى، الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الشهيدين المقاتلين حمزة مقبول وخيري شاهين، وقالت: إنهما منفذا عملية جبل جرزيم قرب نابلس الأربعاء، وأنهما من مجموعة الشهيد المقاتل تامر الكيلاني.

وأضافت الكتائب في بيان لها، أن الرد على استشهاد الرفيقين وكل جرائم العدو في جنين المقاومة والصمود، وجرائم العدو اليومية في كل مدينة وقرية ومخيم على مساحة فلسطين قادم ولن يتأخر.

وتابع البيان أن "كتائب الشهيد أبو علي مصطفى كانت حاضرة وبقوة مع كل فصائل الثورة الفلسطينية في معركة التصدي للعدوان الصهيوني في جنين من اللحظة الأولى، وأبدى مقاتلو الكتائب استبسالاً منقطع النظير، وأنهم أكدوا إصرارهم على الاستمرار في المقاومة والدفاع عن شعبنا وحقوقه التاريخية في كل مكان وعلى مساحة فلسطين".

ردد المشيعون الهتافات الغاضبة والمنددة بالجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء الشعب الفلسطيني
ردد المشيعون الهتافات الغاضبة والمنددة بالجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء الشعب الفلسطيني - رويترز

من جانبه، شدد الناطق باسم حركة حماس عبد اللطيف القانوع، على أن اغتيال أبطال المقاومة لن يخمد ثورة الشعب الفلسطيني، أو يردع الشباب الثائر عن مواصلة دورهم في الدفاع عن الفلسطينيين، مؤكدًا أن جرائم الاحتلال لن تقابل إلا بمزيد من المقاومة والعمليات البطولية.

واعتبر القانوع أن جريمة الاغتيال الجديدة فجر اليوم في نابلس تمثل إمعانًا في سياسة القتل والإرهاب التي تمارسها حكومة الاحتلال المتطرفة في عدوانها على الشعب الفلسطيني وأرضه.

وأشار الناطق باسم حماس إلى أن هذا العدوان المتصاعد على الشعب الفلسطيني ستكون مآلاته وخيمة على الاحتلال، وسيمنح الشباب الثائر وكل المقاومين دافعية لاستمرار ردهم على الاحتلال وتوجيه ضرباتهم ضده بكل الوسائل والأدوات.

أما حركة الجهاد الإسلامي، فأكدت أن هذه "الدماء التي تزين ساحات المواجهة على امتداد الضفة الباسلة، ستشعل مزيدًا من وقود الثأر والانتقام لردع العدو ومنع استقراره على أرضنا، ودافعًا للمقاومين لاستمرار دورهم الجهادي حتى الحرية والخلاص".

من جانبها، أكدت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أن هذه الجرائم التي يرتكبها الاحتلال وعصابات المستوطنين لن تثني الشعب الفلسطيني عن مقاومة الاحتلال بكل الأشكال والسبل والوسائل المتاحة.

وتأتي هذه الأحداث، بعد أقل من يومين من عملية عسكرية واسعة نفذها الاحتلال في مخيم جنين، استشهد خلالها 12 فلسطينيًا، وأصيب 140 بينهم 30 بجراح خطيرة.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
تغطية خاصة
Close